سؤال طرحته دراسة هي الأولى من نوعها أعدها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، تناولت أعداد وأسماء الأسرى المحكومين بالمؤبدات في سجون الإحتلال الصهيونية والمنتمين لحركة حماس. أهمية الدارسة تكمن في تسليط الضوء على 296 أسيرا يقضون حكماً مدى الحياة اعتقلوا منذ نشأة حماس وانطلاقتها في 14/12/1987 م, في ظل الحديث عن قرب التوصل لصفقة تبادل الأسرى مقابل "جلعاد شاليط" الجندي المأسور لدى المقاومة في غزة منذ عام 2006. لحماس معتقلين أحدهم محكوم بالسجن 67 مؤبدا بمعنى أنه مسئول عن قتل 67 صهيوني, وأقلهم محكوم مؤبد واحد بمعنى أنه مسؤول عن قتل شخص واحد, وهناك أشخاص مسئولون عن قتل 47 شخص وآخرين عن 35 وغيرها من الأرقام. وبحسب الدراسة تعد حماس الفصيل رقم "2" من بين الفصائل التي قدمت أعداد من المؤبدات والمحكومين مدى الحياة بعد حركة فتح التي انطلقت عام 1965، حيث أن عدد معتقليها المحكومين مدى الحياة كبير جداً. وتعتبر مدن الضفة الغربية صاحبة النصيب الأكبر من عدد المعتقلين حيث يوجد فيها "251 معتقل" محكومين مدى الحياة, موزعين على مدن ومخيمات وقرى الضفة, وتتصدر مدينة الخليل قائمة أصحاب المؤبدات لا سيما أنها تعتبر كبرى مدن الضفة من حيث المساحة وعدد السكان, إضافة إلى أن حماس تتمتع بشعبية كبيرة داخل هذه المدينة. في حين ان عدد أسرى حماس المحكومين بالمؤبدات من قطاع غزة يبلغ "44 معتقلا"، يعود إلى عوامل كثيرة منها تحرر القطاع من المستوطنات, واعتماد أسلوب الاغتيالات بدل الاعتقالات, وعدم قدرة الاحتلال بعد عام 1993 على التوغل داخل المدن والمخيمات في قطاع غزة. ويعتبر الأسير عبد الرحمن القيق "48 عاما" أقدم أسير لحماس في سجون الاحتلال حيث اعتقل قبل انطلاقة الحركة بعام، وتحديداً بتاريخ 18/12/1986, يليه الأسرى كل من عمر الغول, محمد عساف, ثم يحيى السنوار, روحي مشتهى, توفيق أبو نعيم, حيث هؤلاء هم أبرز وأشهر مؤبدات حماس في السجون من قطاع غزة. مؤبدات كل المدن وتناولت الدراسة أعداد أسرى كل مدينة ومحافظة فلسطينية ممن ينتمون لحركة حماس ويقضون أحكاماً عالية بدءاً من المدن التي قدمت أعداداً كبيرة وحتى الأقل. حيث ذكرت الدراسة أن 62 أسير محكومين بالمؤبد من مدينة الخليل وضواحيها, ومن أقدمهم الأسرى هارون ناصر الدين, موسى دودين, صلاح العواودة. تلي مدينة الخليل، محافظة رام الله حيث يوجد منها 51 أسير, أقدمهم الأسير أحمد شكري ثم كل من: حسن الخضري, ياسر حجازي, عبد الله أبو شلبك الذين تم اعتقالهم جميعا منذ عام 1990، إضافة الى الأسيرة أحلام التميمي المحكومة مدى الحياة, وهي أقدم أسيرة لحركة حماس في سجون الاحتلال. يشار إلى أن قائمة مؤبدات حماس تضم اسم عميد الأسرى الفلسطينيين الأسير نائل البرغوثي المنضوي تحت إطار الحركة منذ سنوات. وتحتل مدينة القدس والداخل المرتبة الثالثة من حيث عدد المعتقلين لديها, حيث أن للحركة 39 أسير من مدينة القدس بينهم أربعة أسرى من أسرى الداخل, أقدمهم طارق الحليسي المعتقل منذ عام 1986 يليه الأسرى محمود عطون, موسى العكاري, محمود عيسى, ماجد أبو قطيش, فهد الشلودي , مروان أبو رميلة, تيسير سلمان. وأكدت الدراسة أن الكيان الصهيوني يرفض إطلاق سراح أسرى الداخل والقدس، معتبرا أنهم يحملون هويات "إسرائيلية", ويرفض تضمينهم أي صفقة, كما أن جميع الإفراجات التي قامت بها السلطة لم يكن بها أي أسير من القدس والداخل، لذلك تعتبر هذه الصفقة الأمل الاكبر للأسرى وعائلاتهم في القدس. بقية المدن تأتي بعد ذلك محافظة نابلس وسلفيت التي لها 33 معتقل محكومين مدى الحياة أقدمهم الأسير طه الشخشير, عبد الحكيم حنني, زاهر جبارين أحمد حسان, وسلامة مرعي من بلدة سلفيت. أما مدينة جنين فلديها في سجون الاحتلال 29 أسير محكومين مدى الحياة أقدمهم الأسير محمد بشارات من بلدة طمون, والأسير باسم نزال. تليها مدينة بيت لحم بها 16 أسير محكومين مدى الحياة أقدمهم الأسير عامر أبو سرحان المعتقل منذ عام 1991 يليه محمد الزير ووليد طقاطقة. أما مدينة طولكرم فبها 12 أسير محكومين مدى الحياة, أقدمهم مجد العجولي وعايد خليل وعبد المنعم طعمة من بلدة قفين وهم اقدم أسرى لحماس في الضفة الغربية على الاطلاق . اما مدينة قلقيلية فلديها 9 مؤبدات لحماس في سجون الاحتلال أقدمهم الاسير خالد المرداوي من بلدة حبلة. رفض تحديد المؤبد وقد أوضح الخفش في دراسته أن الكيان الصهيوني يرفض حتى اللحظة تحديد ما هو المؤبد وكم هي مدته؟ حيث أبقت الأمر مفتوحاً على مصراعيه, وتشير له بالرقم (99) على عكس باقي دول العالم التي تحدده بـ(25) عاماً. وأشار الخفش الى وجود ما يقارب الـ200 معتقل للحركة أحكامهم أكثر من خمسة عشر عاماً, وأقل من مؤبد موزعين على سجون الاحتلال. وأوضح أن عائلات أسرى حماس تتوقع أن تتضمن الصفقة كل أسير محكوم مدى الحياة على اعتبار أن الحركة التي انضوى أبناؤهم تحتها هي من أسرت الجندي شاليط، وهذا توقع مشروع من قبل العائلات والأهالي, مؤكداً أن حركة حماس تتعامل مع عملية التبادل بطريقة وطنية اكثر مما هي قضية حزبية وتصر على الافراج عن الأسرى القدامى وغالبية الأسرى الآخرين المحسوبين على حركة فتح. عقبات في وجه الصفقة ويتوقع الخفش أن تواجه حركة حماس مصاعب ومشاكل إذا ما تمت الصفقة ونفذت عملية التبادل, التي من المؤكد أنها لن تكون قادرة على إرضاء الجميع وإخراج جميع المؤبدات, موضحاً أنه بالمقارنة مع آخر صفقة تمت مع الاحتلال وهي صفقة أحمد جبريل كان عدد من أفرج عنهم 1150 أسير فلسطيني, لكن أعداد الأسرى الفلسطينيين أكبر من هذا الرقم. وقال إن من أصعب الأمور التي تواجهها الحركة هي اختيار الأسماء, حيث ستكون توقعات الناس أكبر بكثير مما يمكن أن تخرج به الصفقة التي ستكون أول صفقة تبادل تتم من داخل الأراضي المحتلة, التي ستكون نوعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى خاصة إذا ما تم الافراج عن أسرى من القدس والداخل, فهم معيار حقيقي لنجاح الصفقة وكسر الشروط الصهيونية إلى جانب عمداء الأسرى الفلسطينيين وأصحاب المؤبدات العالية. وتمنى الخفش ان تكون هذه الصفقة مقدمة حقيقة لتبييض السجون والعمل على تحرير الأسرى والمعتقلين ووضع حد لمعاناتهم ومعاناة عائلاتهم.