10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
14.16°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة14.16°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: نعم لدولة فلسطينية في غزة

قالوا: من أين تعرف الصواب؟ قلت: من أخطاء الآخرين. قالوا: ومن أين أدركت اليقين، قلت: من خطايا التائبين. وقالوا: وكيف جانبت المعاصي، قلت: حين رفضت مرافقة التائهين. ظل الحديث عن الهزيمة الصهيونية في قطاع غزة في عداد المستحيل، من منطلق تأليه اليهود، وتعظيم شأنهم، والإدعاء بأنهم لا يهزمون، وأن الطريق الوحيد للتفاهم مع هؤلاء الجبابرة اليهود أحفاد شمشون هي المفاوضات، وأصرت أطراف القيادة الفلسطينية الأزلية أن خطة شارون اسمها "إعادة الانتشار"، ونفذها من طرف واحد دون التنسيق مع أحد من القادة الأزليين، بالتالي هي خطة لئيمة، جاءت لتحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة. ولم تحرك القيادة الفلسطينية الأزلية ساكناً، لم ترفض الخطة ولم تقاوم، ولم تعترض عليها، ولم تقبلها، ولم تغضب منها، ولم تومئ برأس الرضا لها، لم تصرخ من أوجاعها، ولم تتنهد انسجاماً، لقد ظلت السلطة كعادتها لا شيء، ومارس شارون الهروب علانية، وراح يهدد، ويتوعد، كي يوهم بأنه ينصب شرك، ولكن الحقيقة الجلية تقول: إن الجيش الإسرائيلي الذي كان لا يقهر قد قهرته المقاومة في غزة سنة 2005، قبل أن يهزم على حدود غزة سنة 2009 اليوم يرتفع صوت القيادة الأزلية للشعب الفلسطيني، وتتحرك غاضبة على وحدانية التمثيل الفلسطيني، وتصرح من لقاء رئيس الوزراء الفلسطينية المنتخب في يناير 2006، مع رئيس الوزراء المصري المكلف من رئيس منتخب في يوليو 2012؟ ما أعجب هذه القيادة الفلسطينية الأزلية، تلتقي مع "موفاز" وتبوس على خد "أولمرت" وتتهامس مع "نتانياهو" وقبل ذلك تتواعد مع "شارون" وقبل ذلك تختلي سراً مع "إسحق رابين"، وتنام مع الإسرائيليين في غرف مغلقة، وتنجب منهم اتفاقية "أوسلو" واتفاقية "باريس"! فهل كان اللقاء مع الإسرائيليين حلالاً؟ هل كانت الخلوة شرعية، وفي صالح النسل الفلسطيني؟ فإذا كان اللقاء مع الإسرائيليين مع الإسرائيليين طيباً وممتعاً، فلماذا يصير لقاء العربي المسلم إسماعيل هينة مع العربي المسلم هشام قنديل في حكم المنكر، وغير الشرعي، والحرام، ويهدف إلى الطعن في شرعية الممثل الذي فرض نفسه وحيداً بدعم الإسرائيليين وأموالهم. القيادة الفلسطينية التي وافقت على نصف حكم ذاتي في غزة وأريحا أولاً سنة 1993، تعترض على أي شكل من أشكال انتصار غزة، وصمودها، وفرض سيادتها، وسيطرتها على الأرض الفلسطينية المحررة في غزة، وتعترض على كل محاولة لشق البحر والتحرر من الحصار، وتعترض على كل محاولة لشق البر والتحرر من الاحتلال، وكأن السجن قدر يجب أن لا نبتعد عنه، ويجب ألا نفتك منه إلا برضا الإسرائيليين؟! يا شعب فلسطين، هل مر عليكم قيادة أزلية تتمسح بأثواب المحتل، وتقول له: لا ترحل؟ يا أمة العرب، هل مر عليكم قيادة أزلية تبوس حذاء المحتل، وتحفظ أمنه، وترجوه أن يوافق على أن تتقدم ضده بشكوى إلى الأمم المتحدة؟ يا أمة المسلمين، هل مر عليكم قيادة أزلية، تأخذ شرعيتها من مغتصب وطنها، وتأخذ منه مالاً، وتتوسد كتف حليفته الكبرى الولايات الأمريكية؟ على غزة أن تبادر، وأن تتحمل مسئولية نفسها، وأن تسعى إلى حريتها بكل قوة، ويجب أن تعلن عن نفسها دولة فلسطينية مستقلة، تكون نقطة الانطلاق باتجاه تحرير فلسطين، وعلى جماهير العرب ألا تنتظر الإذن من محمود عباس ورياض المالكي ونمر حماد وصالح رأفت، وغيرهم من عوائق الحرية والكرامة والانتصار الفلسطيني. على غزة أن تعلن عن سيادتها، وأن تقود المرحلة، وتفرض إرادة المقاومة بديلاً حتمياً عن شهوة المساومات.