تُعد مشكلة تساقط الشعر من أكثر المشاكل الشائعة التي يُعاني منها بعض الرجال، حيث تسبب لهم إحراجاً كبيراً في المظهر، وفي مثل هذه الحالات يلجأ كثيرون منهم لإجراء عملية زراعة الشعر في منطقة الرأس، التي انتشرت بشكل كبير، وشهدت رواجاً كبيراً في السنوات الماضية.
وفي التقرير التالي نتعرف إلى أنواع عملية زراعة الشعر وكيف تتم كل واحدة منها، إضافة إلى أهم الأسباب التي أدت إلى تساقط الشعر ومتى نلجأ لـ عملية زراعة الشعر..
أسباب فقدان الشعر
قبل التطرق إلى ما يخص عمليات زراعة الشعر، نتعرف أولاً إلى أسباب فقدان الشعر، ويعزى لعوامل معينة، ومنها العامل الوراثي، حيث يُؤدي العامل الوراثي إلى خسارة وفُقدان الشعر بشكلٍ تدريجي مع التقدم في السن، وضِمن أنماط معينة يُمكن التنبؤ بها.
ويُعد العامل الوراثِي أحد أكثر الأسباب انتشاراً لسقوط الشعر، أو ما يُعرف بالصلع، كذلك تُؤدي التغيرات الهرمونية إلى فُقدان وسقوط الشعر بشكل دائم، أو مؤقت، ويعود ذلك لأسباب عدة منها مشاكل الغدة الدرقية.
أيضاً يُمكن أن يكون فقدان الشعر أحد الآثار الجانبية لأدوية معينة، مثل تلك المستخدمة لعلاج السرطان، والتهاب المفاصل، والاكتئاب، ومشاكل القلب، والنقرس، وارتفاع ضغط الدم.
كما يُمكن أن يُسبب التوتر المُفرط نتيجةً لتَعرض الجسم لصدمة بدنية، أو عاطفية مدة معين فقدان الشعر، وجعله رقيقاً، إلا أنه يُعد من الأسباب المؤقتة لخسارة الشعر، والتي يمكن علاجها، أيضاً يزداد معدل تساقط الشعر مع تكرار استخدام العلاجات الكيميائية للشعر كالصبغات أو كريمات الفرد.
ماذا تعرف عن عملية زراعة الشعر؟
غالباً ما تقع عملية زراعة الشعر في نهاية قائمة طرق علاج تساقط الشعر؛ أي بعد أن تصبح الحالة متقدمةً جداً، ويتحول تساقط الشعر إلى صلع، أو يتسبب في ظهور أجزاءٍ من فروة الرأس خاليةٍ من أي شعر، وهو ما يعني أن البصيلات الموجودة في فروة الرأس ماتت وتحللت، وغالباً لن ينفع أي علاجٍ آخر يستهدفها؛ لأنها لم تعد موجودة.
ولمن لا يعرفها، فعملية زراعة الشعر هي نوع من الجراحة التي تقوم بإزالة الشعر من المنطقة المليئة؛ لنقله إلى منطقة أخرى تعاني من الصلع أو الشعر الخفيف، ويقوم الأطباء بهذه التقنية في الولايات المتحدة منذ الخمسينيات، لكنها بالطبع تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة.
وتعتمد فكرة عملية زراعة الشعر على استخراج بصيلات الشعر من الأماكن التي لا يزال الشعر فيها غزيراً أو كثيفاً، ثم فصل وتنقية تلك البصيلات والحفاظ عليها، ثم إعادة زراعتها في الأماكن الصلعاء تماماً.
وبعد الزراعة، تمارس البصيلات دورها الطبيعي، وتبدأ في إنتاج الشعر خلال فترة، وبعد عدة أشهرٍ سيظهر الشعر الجديد وينمو؛ ليصبح في طول الشعر العادي ويعطي النتائج المنتظرة.
أنواع عمليات زراعة الشعر
هناك العديد من أنواع عمليات زراعة الشعر، وغالباً ما يتحدد نوع العملية التي ينبغي إجراؤها لترميم الشعر طبقاً لمدى انتشار الصلع وشكله. وبإمكان طبيب الأمراض الجلدية أن ينصح بأحد الأنواع المفصلة أدناه من العمليات الجراحية، من أجل الحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
ومن أشهر أنواع عمليات زراعة الشعر تقنية الشريحة، ويتم فيها أخذ شريحة صغيرة من مؤخرة الرأس، ويتم تقسيمها إلى شرائح صغيرة جداً، بحيث كل شريحة تحتوي على شعرة واحدة أو شعرتين فقط، تحت ميكروسكوب مخصص لذلك.
كذلك توجد تقنية الاقتطاف لزراعة الشعر، وهي التقنية الأحدث التي يتم العمل بها حالياً، وتتم فيها الاستعانة بجهاز يقوم بسحب شعرة واحدة من جذورها مع البصيلة؛ لزرعها بطريقة مباشرة في الجزء المطلوب.
كما توجد تقنية نيوجرافت لزراعة الشعر، وهي تقنية متطورة من عملية زراعة الشعر بالاقتطاف، يتم فيها استخدام جهاز آلي يقوم باستخراج بصيلات الشعر من جذور فروة الرأس، وتجميعه بطريقة آلية وغرسه في المنطقة المراد زراعة الشعر فيها، وهي تقنية حديثة لا تترك ندوباً؛ لأنها لا تتطلب تدخل مشرط الجراح، ولا يوجد بها غرز أو خياطة.
أيضاً هناك تقنية "تشوي" لزراعة الشعر، ويتم فيها استخدام أداة تُعرف بقلم تشوي؛ ليتم فصل شريحة صغيرة من الشعر وزراعتها في المنطقة المستقبلة مباشرة، وأيضاً لا يستخدم فيها مشرط الجراح.
بمجرد إخراج الشعرة من جذورها يتم زرعها بنفس الطريقة، وهي عمل ثقوب صغيرة جداً في الجزء المطلوب زراعته، والتي يتراوح عددها من مئات إلى آلاف البصيلات، وهي عملية طويلة نسبياً؛ لأنه يتم زرع هذه البصيلات واحدة تلو الأخرى.
كذلك توجد زراعة الشعر الصناعي بتقنية يوفايبر، وهي تجرى مع الأشخاص المصابين بصلع كامل، ولا يتوفر لديهم منطقة يمكن أخذ البصيلات منها، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار جودة الأنسجة المصنوع منها الشعر الصناعي؛ لضمان عدم الالتهاب، ولكن مع هذه الطريقة، الشعر المزروع غير قابل للنمو، فيبقى على الطول المزروع به.
كما توجد هناك زراعة البصيلات المصغرة بتقنية ميكروجرافت والبصيلات المجهرية، وهي عبارة عن تقنيات تتم فيها إزالة بصيلات الشعر من المنطقة التي تحتوي على الشعر من فروة الرأس، ووضعها في المنطقة المصابة بالصلع.
وتعتمد تلك التقنية في العادة على استخدام زوج من الشعر؛ أي خصلتين، أما تقنية الميني جرافت لزراعة الشعر فتستخدم 3 إلى 4 خصلات من الشعر.
كذلك توجد جراحة تصغير فروة الرأس، وجراحة رفرف فروة الرأس، وهي جراحات قديمة قد تشمل الكثير من الآثار الجانبية، وفيها يخضع المريض للعلاج التصحيحي.