18.9°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
25.06°غزة
18.9° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة25.06°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

يلهثون خلف سراب

79764498_455442332050737_1061160653609238528_n
79764498_455442332050737_1061160653609238528_n
جهاد رجب

لم يمض شهر على كشف كتائب القسام لتفاصيل عملية "حد السيف" الذي بث على قناة الجزيرة لتطل علينا كتائب القسام بإنجاز أمني واستخباراتي كان بمثابة صفعة جديدة توجهها الكتائب للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تدعي بأنها تتمتع بقدر عالٍ من الاحترافية في المجال الأمني، وذلك على الرغم من فارق الإمكانيات الكبير الذي تتمتع به الأجهزة الإسرائيلية، فقد استطاعت استخبارات القسام تسجيل نصر جديد على الاحتلال والتلاعب بقيادات الشاباك وهز الثقة بينهم وبين العملاء من خلال عملية سراب الأمنية.

الفيلم الذي كشف عن عمل أمني كبير ومعقد يتمثل في إدارة عميل مزدوج وتحريكه وفق المخططات القسامية  والتلاعب في ضباط الشباك الإسرائيلي، كما عكس القدرات العملية العالية لطاقم التشغيل لدى المقاومة ونجاحهم في تضليل المشغل الإسرائيلي من خلال الإدارة الذكية للمصدر.

إن ما نشر في الفيلم يعد جزءاً مما سمحت القسام بنشره، بمعنى أن حجم المعلومات والعمل الأمني الذي نجحت به المقاومة كبير وهذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لتفتح الباب واسعاً في مقارعة الاحتلال في كافة المجالات والأصعدة المختلفة.

وسلط الفيلم الذي يعد ثمرة عمل أمني دام لعامين بين المقاومة وأجهزة الاحتلال الأمنية على حجم التقدم الأمني والاستخباري الذي وصلت إليه المقاومة ويحمل رسائل عدة أهمها:

•           الرسالة الأولى :  للجبهة الداخلية الفلسطينية أن يكون على قدر عالي من الوعي بالمخاطر والكواثر وقوعه في وحل العمالية وأن المقاومة لديها أجهزتها الأمنية القادرة على كشف مخططات العدو وتضليله،  وأن الأجهزة الأمنية دورها ليس مقتصرا على حماية الجبهة الداخلية فقط بل دورها يتعدى ذلك ويصل إلى قيادة صراع خفي ومستمر مع العدو.

•           الرسالة الثانية: للعملاء لتسليم أنفسهم والتخلص من وحل العمالة وأن ضباط المخابرات الإسرائيليين ليسوا الحامي لهم بل أبناء شعبهم ومقاومتهم هم سندهم  لمن يسلم نفسه ، أما الذي يصر على المضي في وحل العمالة  مصيره الوقوع في يد المقاومة والأجهزة الأمنية فساعتها لا ينفع الندم.

•           أما الرسالة الثالثة: للعدو الصهيوني أن عليه ألا يستهين بقدرات المقاومة في صراع الأدمغة والعمل الأمني والاستخباري، فقد تم حرق أساليب وطرق اختيار النقاط الميتة، وأن التباهي بسرية الاتصال والتواصل  والأمان ما بين العميل ومشغله ما هي إلا مجرد  أوهام زائفة ولن تحقق للعميل الأمان والحماية من يد المقاومة عند وقوعه بيدها.

الاحتلال لن يتوقف عن ابتكار أساليب جديدة في اسقاط العملاء وتشغليهم بعد كشف أساليبهم بشكل علني وفاضح على رؤوس الأشهاد في المقابل لن تتوقف المقاومة أيضاً عن تطوير أساليبها وطرقها في اختراق ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية فالأمر أصبح  بشكل علني وتحدي صريح فالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تستطع حتى اللحظة الاستيقاظ من الصفعة الأولى التي تلقتها من القسام في عملية حد السيف ليأتي جديد ويضرب العمل الأمني  ويرعيه لدى جبهته الداخلية مظهراً الفشل الأمني في التعامل والثقة بين العميل ومشغله .