مالت التطورات بين دمشق وأنقرة إلى التهدئة بالرغم من الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان التركي للجيش لشن عمليات عسكرية في سوريا »إذا اقتضى الأمر«، وذلك غداة حادث حدودي أودى بحياة خمسة مدنيين أتراك وردّت عليه أنقرة بقصف أهداف سورية . وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان أن بلاده لا تنوي شن حرب على سوريا، محذراً من اختبار عزم بلاده في الأمر، فيما قالت أنقرة إنها قبلت باعتذار دمشق عن حادثة الأربعاء، وسارعت إلى التأكيد أن تفويض البرلمان ليس إعلان حرب على دمشق، في وقت حذر الأمين العام للأمم المتحدة من حرب إقليمية أو دولية . ومساء أمس توقف القصف التركي على منطقة تل أبيض السورية المحاذية . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط عدد من القتلى من الجيش النظامي في القصف . وتضامنت العديد من الدول الغربية مع تركيا ورصت صفوفها خلف أنقرة . واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أن رسالة تركيا، عبر مذكرة التفويض العسكري الممنوحة للحكومة والخاصة بتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود التركية، وصلت إلى الجهة المعنية . وتظاهر مئات الأتراك في إسطنبول رفضاً لاحتمال اندلاع حرب مع سوريا بعد تفويض البرلمان . ومن واشنطن إلى باريس نددت العواصم الغربية بإطلاق قذائف من الجانب السوري وحثت في الوقت نفسه على ضبط النفس . ورأت وزارة الخارجية الأمريكية أن رد تركيا كان ملائماً ومتناسباً ويهدف إلى ردع أي انتهاكات أخرى لسيادتها. وقالت الولايات المتحدة إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يتحدث »بوضوح وسريعاً . . . وبصوت واحد« بشأن الوضع بين سوريا وتركيا . لكن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قالت في أعقاب اجتماع مغلق للمجلس إن وفد دولة لم تسمها، اعترض على مشروع بيان جرت مناقشته، والتعديلات التي أدخلت على مشروع البيان كانت »غير مقبولة« . وأضافت أن مشروع البيان يعكس »بصورة دقيقة« التطورات بين سوريا وتركيا، لكن الاعتراضات من جانب الوفد منعت صدوره . وقالت إن المفاوضات لا تزال جارية لتسوية الخلافات مع الوفد . وأفاد دبلوماسيون أن روسيا اعترضت على أي إشارة في مشروع البيان تتضمن توجيه لوم إلى سوريا على تصاعد التوترات بطول الحدود مع تركيا . وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تركيا على تجنب المزيد من التوتر مع سوريا وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، محذراً من أن الوضع في سوريا يهدد بنشوب حرب إقليمية دولية . وكانت تركيا طالبت في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن بالتحرك ضد دمشق بعد قصف الأربعاء . ميدانياً، قتل 21 عنصراً من الحرس الجمهوري السوري في تفجير أعقبه إطلاق نار في قدسيا في غرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان . وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، أمس، إلى سقوط 63 قتيلاً غالبيتهم في ريف دمشق، وهم 24 مدنياً و8 مقاتلين معارضين و31 جندياً نظامياً، بحسب المرصد .