16.27°القدس
16.94°رام الله
14.02°الخليل
19.16°غزة
16.27° القدس
رام الله16.94°
الخليل14.02°
غزة19.16°
السبت 27 ابريل 2024
4.79جنيه إسترليني
5.4دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.1يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.79
دينار أردني5.4
جنيه مصري0.08
يورو4.1
دولار أمريكي3.83

بين مصر وغزة..

بالفيديو: "محمد وحنين".. الفارس والسندريلا التقيا بعد عامين من البُعاد

87366543_610618012820726_5094545534836801536_n
87366543_610618012820726_5094545534836801536_n
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

يطلُّ الحنينُ قمرًا على بوابةِ معبرٍ بئيسٍ هُناك جنوبِ القطعةِ المُسجّاةِ بالبُعدِ والجفاءِ، طالَ سَرى مُحمّد والشوقُ يدفعُه لتحملِ البردَ والانتظارِ الطّويلِ، في انتظارِ شطر فؤاده الآخر القادمِ من بلادِ الكنانةِ المُحمّل بالشّوقِ والحُبِّ، يداعبُ نسماتِ الذّكرياتِ مع حبيبةٍ أُبعدت عنه قسرًا لأكثر من عامٍ، في انتظارِ إطلالتها المشرقةِ رغم سوادِ اللّيلِ.

يومان أو قُل سنتين مريرتين، هي مدَى الولعِ بين مُحمّد وحنين، في رحلةٍ من العذابِ، ذاقتها الفتاة الفلسطينيةُ خلال عودتها إلى أرضِ فلسطين، كباقِي المُحبّين لأرضهم والعائدين لغزة من مصر عبر حواجز القهرِ والانتظار.

وصلت "حنين" إلى معبر رفح من الجانب المصري، لكنّ المفاجأة أن السلطات المصرية أوقفتهم، لكنّ دعواتِ محمّد وعينيه الناظرتين إلى السماءِ، أدخلت حنين إلى غزة بقوةِ من اللهِ.

فورَ وصولِها بعد أن أنهكها السّفر وأتعبه الانتظار، كان العناقُ أولُ كلمةٍ بين الاثنين، وسط بهجةٍ وفرحةٍ من الأهلِ والأحبابِ، ونثر الورود وسط دموعٍ من الفرحةِ، احتلت قلوبَ كل من حضر، في عُرسٍ بدأ مُبكرًا قبل أن تلبس البدلة البيضاء والطرحة.

أصلُ الحكايةُ

"حنين أحمد دياب" خمسةٌ وعشرون عامًا، وتحملُ الوثيقة المصرية، فلسطينية الجنسية تقيم في جمهورية مصر العربية، التقت بـ "محمد زلّوم" الشّاب الفلسطيني "ثلاثون عامًا" ويعمل في مجال الإعلام بمستشفى الخدمة العام بغزة، وهو المعيل الوحيد لأهله ويتحمل مصاريف الأسرة بالكامل.

رافق "محمد" والده أثناء رحلةِ علاجية إلى جمهورية مصر العربية في العام 2013م، والذي أصيب بجلطةٍ دماغيةٍ، وهناك التقى الشّوق مع الحنين، كان اللّقاءُ الأول المحفوف بالإعجابِ والنّظراتِ المُختلسةِ التي روتْ حكايةً كفاحٍ مغازلة قلبٍ لنفسه داخل جسدين متفرقين بفعلِ الحدودِ والسّدود والعثراتِ.

2018، تقدّم محمدٌ وأي تقدمٍ حاملًا نسائم الجمال لزهرتـه الصّباحيةِ، تقدّم لقطافِها رغم سُورِ البستان العتيدِ، والمحاط بأشواك الحياةِ وصعوباتها ومرارته، لكن تسلّحَ بالأمل والثقة باللهِ على أن يحظى بحنينه، ويحوز زهرته رغمًا كل الظروفِ القاهرةِ.

معضلة وأمل

كان بعدُ الفتاةِ عن أهلها معضلةٌ حقيقيةٌ، رفضَ الأهلُ ارتباط ابنتهم بشابٍ يعيش بعيدًا عنهم، لم ييأس "محمد" تقدّم مرة أخرى وحاول مجددًا، وأخيرًا تمت الموافقةِ، شاكرًا ربه ساجدًا له على هذا الفضل والمنة.
وما زالت الحواجزُ تنصبُ، والعثرات تتراكم، ويزيلها فضل اللهِ وعزيمة محمد وإرادة حنين، تأخرت السلطاتُ المصرية في منح "حنين" الإقامة المصرية بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على "ختم الإقامة"  فيما  تمت في السابع من آذار/مارس 2019. 

بدا "محمد" صابرًا مصممًا على الظفر بـ “حنين" رغم كل المعوقات، تواصل مع الجميع لاستخراج الإقامة، وبعد محاولاتٍ عديدة ظفر بالإقامة، بعد عامين من الانتظار.

حاول محمد السّفر للقائها في مصر، أثناء ذهابه لمهمة عمل في تركيا وألمانيا، وفي كل مرةٍ كان الجانب المصري يمنعه من الدّخول ويرحله للمطار.

زفافُ المُتيمين

وفي الثالث والعشرين من شباط/فبراير 2020، بدّدت اللّقيا البعد، وأزاحت البدلةُ البيضاءُ في صالة الفرحِ والسعادةِ سوادَ الأيام الماضية، وابتسامة محمد مّحقت أحزان أيام الانتظار والترقب، لتصبح "حنين" شريكة عمره وسط زغاريد والدته وعائلته ولفيف من الأحباب، وتمّ الفرحُ رغم كل عوائق البعد والعائق المادّي وكل شيءٍ.

"محمد وحنين" رسما أجمل صورةٍ لمكافحين من أجل الحّبِ، رغم كل الآلام والجراحاتِ، ليظفرا ببعضيهما، رغم قلة الإمكان، ليغردا كطائري نورس في سماءِ العشقِ والغرامِ. 

 

 

 

 

84334888_2547243198929135_1567577515881398272_o 84248242_2547264002260388_2034833274370523136_o 84704471_2547264025593719_4225820826500333568_o 84757476_2547243182262470_7072063505729323008_o 84782468_2547243232262465_3584024108272189440_o 84825647_2547243332262455_7137179861386264576_o 85103678_2547264045593717_7890244635199537152_o 87445928_230818604724197_8930044638329307136_n