أطل علينا رئيس السلطة محمود عباس، من جديد، بتصرف أراد منه البطولة والنبل -على غير العادة - ، وذلك باعتبار مواطن توفي في سجون غزة شهيدا للثورة الفلسطينية.
فقد أصدر محمود عباس، مرسومًا باعتماد المواطن عصام السعافين، الذي توفي في سجون أجهزة الأمن في قطاع غزة من شهداء الثورة الفلسطينية، بحسب ما أورد تلفزيون السلطة.
موقف لا جدال عليه ولا خلاف، بل ويشكر عليه عباس، ولكن هنا نتوقف قليلا، هل رئيسنا يُصدر مواقف بطولية ونبيلة "لله في لله" وبدون مقابل، أكيد بنحكي عن شخص تاني.
عباس اعتبر المواطن السعافين -رحمة الله عليه- من شهداء الثورة، هل لأنه فعلا مهتم بالسعافين أو بكل مواطن يتوفاه الله في قطاع غزة، أم هو اصطياد في الماء العكر وخلق للفتنة.
لا زلت أقولها وأكررها رحمة الله على المواطن السعافين وأطالب الداخلية بتنفيذ بيانها الذي قالت فيه أنها بصدد متابعة الأمر والوقوف على أسباب وفاة السعافين وأنها تتحمل كافة أسباب الوفاة، ولكن، مرة أخرى هل تصرف عباس وطني بحت؟
دعني أذكر القراء الكرام، أن عباس قطع وما زال يقطع رواتب أسرى اعتقلوا في سجون الاحتلال، وقطع وما زال يقطع رواتب شهداء ارتقوا على يد الاحتلال في معارك الكرامة والإباء، ورفض وما زال يرفض الاعتراف بشهداء مسيرة العودة التي ألزمت الاحتلال بما يريده أهل غزة وبما أملته عليه مقاومتها.
لست ضد ولا أعترض على اعتبار عباس السعافين "شهيد الثورة الفلسطينية"، بل أطالب ولزاما على عباس والأولى منه أن يعتبر الشهداء الذين ارتقوا على يد الغدر الإسرائيلية شهداء ثورة أيضا، أو على الأقل أن يعيد رواتبهم.
الله غالب..