أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور عدنان أبو عامر وجود فشل كبير" في منظومة الأمن الإسرائيلية، إذ كيف يمكن لطائرة استطلاع أن تحلق لمئات الكيلومترات وعلى مدى أربع ساعات تقريباً من جنوب لبنان- كما هو مفترض- على ساحل البحر، مستطلعة مختلف مواقع الموانئ والقطع البحرية الإسرائيلية والسفن الغربية، وفي ظل تواجد الرادارات الإسرائيلية لتدخل بعدها إلى البر، دون أن يكتشف الإسرائيليون وجودها طيلة تلك الفترة؟! وأشار أبو عامر إلى أن المفاجأة التي صدمت الإسرائيليين وأذهلتهم أن حزب الله لا يمتلك الطائرة فحسب، بل ويستطيع استخدام تكنولوجيتها المعقدة بكفاءة عالية، وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ حركات المقاومة بالمنطقة بأسرها. وأوضح أن لإعلان نصر الله عن أن الطائرة "إيرانية الصنع" دلالة لا تخفى على أحد، فهو "تهديد مبطن" للإسرائيليين والمجتمع الدولي أيضاً بأن التدخل العسكري ضد إيران أو سوريا أو حتى حزب الله سيكون ثمنه فادحاً. وتابع ابو عامر قوله: "أراد حزب الله أن يؤكد على صعيد الجبهة الداخلية اللبنانية أنه "لا زال حزباً مقاوماً لـ(إسرائيل)"، فيما جاءت هذه العملية لترفع شعبيته التي تراجعت داخل لبنان وخارجه بعد دعمه اللا محدود للنظام السوري". وأضاف: " لقد أوضح الإيرانيون مراراً عبر تصريحات رسمية مختلفة أنهم قد يتجنبون الرد المباشر ضد أي ضربة إسرائيلية، عبر العديد من الخطوات، من بينها استخدام "أذرعهم العسكرية" بالمنطقة لتوجيه ضرباتهم لـ(إسرائيل)، وقد يكون هؤلاء مثلاً حزب الله أو خلاياهم النائمة في أوروبا لاستهداف المصالح الإسرائيلية هناك، أو حتى استمالة ودعم عدد من المجموعات المسلحة بسيناء، وهو ما يعد – من الناحية الاستراتيجية- أخطر بكثير من أي رد إيراني مباشر ". وختم حديثه بالقول : " أتوقع أن مسألة المواجهة الإسرائيلية مع إيران وحزب الله مسألة وقت ليس إلا، إذ إن القرار الإسرائيلي قد اتخذ منذ وقت طويل بهذا الصدد، ولكن لحظة التنفيذ لم تحن بعد، وأعتقد أن حادثة الطائرة ستساهم وبشكل قوي في تهيئة الرأي العام الإسرائيلي وأطيافه السياسية المختلفة لتنفيذ عملية ضد حزب الله. ومتى وكيف وأين؟ هذه أسئلة ستظهر إجاباتها خلال الأيام المقبلة ".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.