الناظر إلى ما يجري في الضفة المحتلة، من مهرجانات للخمور، وحفلات للرقص والتعري و مشاريع "غينتس"، يبدو له وللوهلة الأولى "أننا طلقنا الاحتلال ثلاثاً، وبتنا أحراراً في دولة ذات سيادة، يحلو لها فعل ما تشاء، بغض النظر إن كان ما تفعل مخالفاً للشرع أو الفرع". فللمرة الخامسة على التوالي وبحضور ممثل عن السلطة، أقيم الجمعة 12/10 /2012مهرجان للخمور في قرية الطيبة المسيحية قضاء رام الله، وعلقت يافطة تحث على دعم المنتج الوطني. وهذا السبت 13/10/2012م، افتتحت وزارة الزراعة في رام الله أكبر طبق غذائي "سدر مفتول"، استخدم في تجهيزه طن من البرغل "قمح وسميد" و50 دجاجة وكمية من حب الحمص. كما عرض على هامش المهرجان أكبر صينية مصنوعة من القش بطول 5 أمتار وعرض 5 أمتار، من إنتاج فلسطينيات برام الله والخليل. وخلال افتتاحه للعرض، قال وزير الزراعة هناك "وليد عساف"، إن الهدف من إنتاج أكبر طبق سدر مفتول :"هو المحافظة على التراث الفلسطيني من السرقة الإسرائيلية، ولتسويق منتجات النساء وأعمالهن عالميا". وبحسبه فإن "القيادة الفلسطينية "تعمل في اتجاهات متعددة، فهي تقاوم الاحتلال، وتبني المؤسسات، وتعمل على بذل الجهد للإفراج عن الأسرى، ومن خلال المهرجانات التراثية تعمل على المحافظة على الموروث التراثي الفلسطيني. [color=red]تقاعس وانحدار[/color] مقاومة السلطة هذه لم تلقَ إعجاباً من جانب المحامية "شيرين" ، شقيقة الأسير المضرب عن الطعام "سامر العيساوي" التي "نددت بالمهرجان، واتهمت السلطة بـ"التقاعس" عن أداء واجبها تجاه الأسرى والانشغال بمهرجان الطعام الفاخر، وطالبت "بوقف المسخرة" والتوجّه لدعم الأسرى المضربين عن الطعام والعمل على وقف معاناتهم فوراً. وأسف من جهته ، الناشط "غانم غانم" لما آلت إليه أحوال السلطة من "انحدار في التوجه نحو الهاوية و تراجع في المبادئ وتخبط في الأولويات، معتبراً ما يجري "مكائد تحاك ليل نهار لتجهيل وتسطيح وتمويه القضية الفلسطينية وإلهاء الشعب الفلسطيني بهذه الأفكار السخيفة". وقال :"هذه الأفكار بدأ الغرب يفكر بها بعد أن تشبع من ترف الحياة ونحن الآن لا نجد متر نعيش عليه بأمان ولا لقمة عيش نأكلها بكرامة ومع ذلك نسارع للتسابق إلى أكبر سدر مفتول وطبق مسخن وغيره" ، واصفا ذلك " بالمهازل في عهد عباس وفياض". ونبه إلى أن هذه الأموال و الجهود التي تهدر كان بالإمكان الاستفادة منها بما يعود نفعاً على شعبنا وقضيته ، لافتا إلى أن السلطة لديها أرقام قياسية كثيرة تستطيع أن تفرض نفسها على موسوعة جينيس وعلى العالم أجمع منها:أكبر نسبة فقر في العالم ، أدنى مؤشر حريات في العالم ، أكبر انقسام في التاريخ ، أكبر عدد أسرى في العالم ، أكبر نسبة فساد في العالم ، أطول فترة احتلال في العالم ، أطول فترة حصار في العالم. [color=red]مقصودة ومبرمجة[/color] أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح "عبد الستار قاسم" حذّر بدوره، من أن افتتاح " أكبر صحن وأكبر طنجرة وأشهى طبخة قد خرجت عن المعقول وعن فكرة الترويح، وأصبحت أدوات تلهي, كأن هناك من هو معني بإلهاء الشعب الفلسطيني وإبعاده عن قضاياه الحيوية المتعلقة بالحقوق الوطنية الثابتة. وقال إن :"التركيز على أعمال لا تبدو أنها ضمن إستراتيجية تحرير، هناك من يعمل على تحويل أنظار الفلسطينيين إلى مسائل ساذجة وربما تافهة لكي تنساب المؤامرات من تحته دون أن يدري، الكثير من النشاطات التي تتم حاليا تؤثر سلبا على الوعي الفلسطيني، وعلى مستوى التزامه بقضاياه، ويبدو لي أنها مقصودة ومبرمجة". ورأى قاسم أن الشعب الفلسطيني "يحتاج الآن للبحث في كيف يحرر نفسه من استعباد لقمة الخبز، وأن يتعلم الاعتماد على الذات ما أمكن، ويحتاج إلى تطوير مؤسساته التعليمية، وإلى البحث عن أسباب القوة لمواجهة العدو، وإلى استصلاح الأرض وبناء البيوت ومحاصرة الاستيطان والمحافظة على القدس، الخ. أما الكاتب في الحياة الجديدة "نفوذ البكري"، قالت إن من يريد أن يدخل في موسوعة غينيس العالمية عليه أولاً :"أن يساهم في الحفاظ على مكتسبات شعبنا الوطنية التي تجسدت بدماء الشهداء والأسرى والجرحى وليس التمادي في الانقسام السياسي المدمر؛ لأن التاريخ الفلسطيني تمّت كتابته بالدماء وليس بمشاريع الاستثمار وسياسة الإقصاء والقمع والترهيب" .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.