8.34°القدس
8.1°رام الله
7.19°الخليل
12.23°غزة
8.34° القدس
رام الله8.1°
الخليل7.19°
غزة12.23°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: بشائر النصر في سوريا (1)

أقيم في يوم الجمعة الماضية مهرجان لنصرة سوريا بالعنوان أعلاه، وكان لي في المهرجان كلمة، هذه بعض عناوينها أو موضوعاتها: 1- أليس من المبكر الحديث عن النصر؟ هذا سؤال مطروح ومشروع، بل نزيد على السؤال إضافة أخرى: هل يمكن النصر في ظل اختلال شديد لموازين القوي، فبينما يمنع السلاح عن الثوار في سوريا يتدفق على النظام السوري السلاح من روسيا ومن الدولة الباطنية في إيران، وأن أمريكا و»إسرائيل» اللتين تحركان السياسة في العالم والقرارات الدولية تقفان وراء النظام بكل ما أوتيتا من قوة وهيمنة وجبروت، وتمكن من التأثير في الدول التابعة كلها من أسف؟ والجواب عن السؤال: كل ما قيل صحيح، ولكننا لم ننتصر في تاريخنا يوماً إلا في ظل موازين قوى مختلة. والقرآن الكريم سجّل هذا في محكم آياته: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) البقرة 249 واليوم الوحيد الذي كنا فيه كثرة كدنا نفقد النصر: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) التوبة 25-26. والحسابات المادية البشرية وموازين القوى شيء، وتدبير الله وتقديره لعباده وأوليائه وأحبائه شيء آخر. وآخر مواجهة للأمة مع العدو الإسرائيلي في غزة سنة 2009 هل كان ثمة أي نوع من التناسب في موازين القوى؟ هل يمكن أن يقاس بنسبة 1:100؟ أعتقد أنه لا يبلغ هذا المبلغ، وهل ننسى الحصار المحكم والخنق الشديد من نظام مبارك ومن السلطة وعملائها؟ وماذا كانت النتيجة؟ كانت نصراً بكل المقاييس والفضل لله. ومن هنا فإنا لسنا نعتد بموازين القوى، وإنما فوقها وقبلها: الروح المعنوية والتعبوية وهي لصالح الثوار المجاهدين. ثم إن الحسابات والمنظور البشري شيء والمفاجآت والتدبير القَدري شيء آخر، فلا تحبسن نفسك ولا تحصرن نظرك في المشاهد المنظور، بل مد بصرك إلى ما وراء ذلك، وثق بالذي يدبر الأمر، ويداول الأيام، ويدفع بعض الناس ببعض. 2- عن أي نصر تتحدثون وقد دمرت البلد وهُجّر أهلها واستشهد خمسون ألفاً؟ ونقول أيضاً: فعلاً إن الدمار الشامل قد لحق بجل المدن السورية والأرياف أشد، وهجر قرابة المليون داخل سوريا وخارجها، واستشهد الرقم الذي ذكر والمعتقلون ربما يكونون قد لحقوا بالشهداء منذ زمن، وقد نكتشفهم في قيعان الأنهار، فهذا نظام لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة. ونكرر ما قلنا دوماً إن مهمة مثل هذه الأنظمة أن تجعل الشعوب تترحم على المستعمر وأيام الاستعمار، وهذه بحد ذاتها مصيبة كبرى وطامة عظمى. ونضيف إلى السؤال: كيف تتحدثون عن الانتصار والبلد يحتاج إلى عشر سنوات لإعادة الإعمار وإصلاح ما أصابه الدمار؟ وهو كذلك سؤال معقول ومقبول، وجوابه: إن إزاحة الكابوس الجاثم على صدر الشعب، والطاغوت المتحكم في رقاب الناس ومصائرهم ومستقبلهم أعظم انتصار، إن وضع سوريا على سكة الحرية وطريق البناء والشورى أو الديمقراطية أروع انتصار، وقديماً قال شوقي يخاطب سوريا وشعب سوريا: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ولا تغلو التضحيات أمام الطموحات وإنجاز المهمات، والحرية والسيادة والاستقلال وعودة السلطة المغتصبة من الشعب إلى الشعب تهون أمامها كل التقدمات والتضحيات، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر. ثم إن العبودية التي كان فيها البلد والناس أعظم دمار، وهل الدمار هو ما يصيب البنيان من هدم وانهيار؟ إنه الدمار النفسي بالخوف والقمع والترويع والسجن والتشريد والقتل والتهجير وفتح البلد أمام الزحف الفارسي هذا أعظم دمار! فإذا قارنت ما سينجز أمام ما قدم من تضحيات عددته بالفعل أعظم انتصار هذا القادم قريباً بإذن الله! 3- ما مؤشرات هذا النصر الذي تتحدثون عنه؟ أتذكر أيها المستمع العزيز أو القارئ الكريم سؤال هرقل لأبي سفيان عن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم: أيزيدون أم ينقصون؟ فقال: بل يزيدون، وذلك ضمن أسئلة أخرى فقال هرقل معقباً ومعلقاً: لئن كان كما قلت ليرثن موضع قدميّ هاتين! وصدقت نبوءته فقد ورث أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر وزيادة وخرج هرقل من الشام كما سيخرج بشار المنشار، وقد قال هرقل يومها: وداعاً يا سوريا وداعاً لا لقاء بعده. وسيقولها بشار حين يلقى القصاص العادل ويقذف به إلى النار إن شاء العزيز الجبار. أتذكرون أيها الأعزة منظر الانشقاق الأول من عدد قليل من الجنود في مقدمتهم الهرموش والأسعد، والآن بلغ المتحررون من نظام القيد والعبودية عدداً أكبر من عدد الجيش النظامي لو وجدوا من يدعمهم بالسلاح لسقط النظام إلى جهنم قبل ستة شهور! ولكنه ساقط لا محالة وإن بعد ستة شهور! واليوم تسمعون وتشاهدون في الأخبار سقوط أحياء جديدة أو مدن أو قرى وأرياف في يد الثوار، فهذا بحد ذاته مؤشر قوي على قرب الانتصار للمؤمنين والاندحار للمارقين والمنافقين. 4- والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون إن النظام لا يحارب الثوار فحسب، ولكنه يحارب الجبار سبحانه، أما قال مولانا للرسول صلى الله عليه وسلم: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) الأنعام. وقال عن الذين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً)، وقال مولانا يعلن نصرته للمؤمنين: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)، ولا شك أن الثوار مؤمنون يدافعون عن القرآن والسنة وشرف الأمة. وأشهر هتافاتهم وشعاراتهم: لبيك يا الله، ويا الله ما لنا غيرك. ولا شك أن النظام باطني يحارب الله ويريد إطفاء نور الإسلام، ومن قتل الدعاة والعلماء في سوريا منذ أكثر من أربعين سنة حين استلم البعث في الظاهر الحكم والطائفة في الباطن استلمت السلطة؟ إنه هؤلاء: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 32-33 ولاحظ المنهجية بين التوبة والصف: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف 8-9. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً: (ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً* سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً) الفتح 22-23، (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) آل عمران 111. واقرأ قوله تعالى في سورة الروم: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) وهو ينطبق على الروم الجدد -الأمريكان وحلفائهم من الباطنيين عبدة الشيطان-. واقرأ قوله تعالى في سورة الحج: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير* الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) 39-40. وفي المجادلة: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) 21، والآيات فوق الحصر والإحصاء. ومؤشر مهم على أن هؤلاء عجّلوا حتفهم ومقتلهم ونصرة المؤمنين عليهم أنهم تحدوا الله بشكل فظ وقح سافر عندما أسجدوا الناس لصنمهم المسمى «بشار» الفشار! وما كان الله ليذر من بالغ في تحديه إلى هذا الحد، ما كان الله ليذره، دون أن يقصم ظهره، ويعفّي أثره، ويقطع خبره! والأيام بيننا وهي قريب، وما هي من هؤلاء ببعيد! والحديث موصول