مع اجتياح فيروس (كورونا) المستجد لمساحات واسعة حول العالم، وفرضه على الكثير من دول العالم الحجر الصحي الشامل، وحظر التجول وإغلاق الحدود، وإثارة رعب الملايين من البشر، خرجت الكثير من الدراسات الطبية والتصريحات الصحفية والمعلومات الصحية، لتشوش عقل الجمهور، فيحتار ما بين صحيحها وخطئها.
من أبرز ما تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خبر نُسب لوزارة الصحة الصينية، بأن معظم الذين تعافوا من فيروس (كورونا) أصابهم عقم تام، بالإضافة لمعلومات غير دقيقة، ومعلومة أخرى تفيد بأن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من النساء.
حثت مجموعة من الأطباء المختصين حقيقة تلك المعلومات، والوضع الصحي لمن يخرج من (الحجر الصحي) بعد إصابته بفيروس (كورونا).
كورونا يسبب العقم التام
نفت إحدى الصفحات المختصة بمجابهة الشائعات، حقيقة إصابة المتعافين من (كورونا) بالعقم التام، مشيرة إلى أن مقالاً نشر على موقع (حكومة هوبي) الصينية، يتحدث عن احتمالية تعرض مصابي فيروس (كورونا- كوفيد 19) المتعافين من الرجال إلى انخفاض في الخصوبة، بعد ذلك قام الموقع بحذف المقال، بعد ساعات من نشره.
وقال الدكتور نبيل زواهرة، رئيس قسم الطب الوقائي في مديرية صحة بيت لحم: الخبر غير صحيح، تلك المعلومات لا علاقة لها بالحقيقة نهائياً، وتندرج تحت بند الإشاعات الكثيرة، التي نسمعها بالآونة الأخيرة حول فيروسات (كورونا) ومضاعفاته.
وأضاف زواهرة: "المرض له ثلاثة شهور فقط، وأي مضاعفات للمرض من الصعب اكتشافها الآن، ممكن أن تُكتشف بعد 6 شهور أو سنة، ولكن حالياً وفي هذا الوقت القصير مستحيل".
وأوضح، أن إعلان شفاء المريض بـ (كورونا) يتم بعد فحصه ثلاثة فحوصات متتالية، الفحص الأول بعد أسبوع من الشفاء، إن كانت النتيجة (سلبية)، يُفحص مرة أخرى بعد 48 ساعة، وإن كانت النتيجة (سلبية)، ويُفصح للمرة الثالثة بعد 48 ساعة، وإن كانت (سلبية) نكون قد حصلنا على ثلاث فحوصات، تثبت أن الشخص قد شُفي.
وكشف المختص في الأوبئة، أن هناك وبنسبة ضئيلة جداً، من يَظهر الفحص (إيجابي) أي أن الشخص أصيب مرة أخرى بـ (كورونا)، وبذلك يحُجر مرة أخرى لمدة 14 يوماً، وبعد ذلك يُفحص الفحص الأخير، متمماً: "هناك نسبة قليلة جداً بعد ثلاثة فحوصات، يعود لهم المرض مرة أخرى".
وقال الدكتور ماهر ملحم، رئيس قسم الطب الوقائي بالخليل: من المبكر الحديث عن أعراض ومضاعفات فيروس (كورونا)، وقد تكتشف بعد أشهر.
وأكد ملحم، أن أغلب المرضى حول العالم، ممن أعلن عن شفائهم من فيروس (كورونا)، هم سالمون لغاية هذه اللحظة، مردفاً: "لم يخرجوا من فترة طويلة حتى يتم متابعتهم واكتشاف أي مضاعفات ما بعد التشافي من المرض، من المبكر الحديث عن المضاعفات الآن".
وعلى مستوى فلسطين، قال ملحم: لغاية اللحظة الـ 17 مريضاً الذين تعافوا من (كورونا) في محافظة بيت لحم، سالمين ولا يعانون من أي مشاكل صحية، وحتى أثناء فترة الإصابة بالفيروس والحجر، كانوا سالمين، ولم يعانوا من أي أمراض أو مشاكل صحية، ولم يتطور المرض لديهم، ولم يحدث أي مضاعفات.
أما الدكتور عيسى علان، أخصائي بعلم الأوبئة، قال: لم يمر فترة طويلة على شفاء المصابين بـ (كورونا) حتى يتم معرفة مضاعفات المرض، من الممكن أن يخرج المصاب بأزمة نفسية تؤثر على علاقته بالطرف الآخر، ولكن ذلك لا يعتبر عُقماً.
وأضاف علان: "لا يمكن الحكم بهذه الأمور خلال ثلاثة شهور، وهي الفترة الخاصة بحرب الصين ضد الوباء، لا يمكن خلالها الحديث عن سابقة علمية، بأن هذا الموضوع أدى لهذه النتيجة".
وأكد الدكتور، أن المصاب بفيروس (كورونا) يحُصن من الإصابة مرة أخرى، كون جسده قد أنتج مضادات ضد هذا الفيروس.
(كورونا) يُصيب النساء أكثر من الرجال
أفاد تقرير لموقع (بلومبيرغ) أنه من الناحية الطبية البحتة، فيروس (كورونا) المستجد يصيب الرجال أكثر من النساء، ففي تحليل لحوالي 45000 حالة في الصين، كان معدل الوفيات 2.8% للرجال، مقارنة بـ1.7% للنساء، وشكّل الرجال أغلبية طفيفة من المصابين بنسبة 51%
قال رئيس قسم الطب الوقائي في مديرية صحة بيت لحم، الدكتور نبيل زواهرة: أثبتت الإحصائيات، أن العدد الأكبر من المصابين بـ (كورونا) من الرجال.
وأكد رئيس قسم الطب الوقائي بالخليل، الدكتور ماهر ملحم، أنه عالمياً، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، عدد الإصابات بفيروس (كورونا) في الذكور أعلى، وعدد الوفيات من الذكور أعلى.
وأضاف ملحم: "المرض مستجد ولا تفاصيل عنه، الأمراض المزمنة عند الرجال أكثر من النساء كالسكري والضغط وأمراض الأزمة، وقد يكون للأمر علاقة بارتفاع نسبة الإصابة بين الذكور عن النساء، وبالتالي نسبة الوفيات أعلى عند الذكور".
وارجع الدكتور عيسى علان، أخصائي بعلم الأوبئة، إصابة الرجال أكثر من النساء بفيروس (كورونا)، لأن الرجال هم الأكثر حركة في المجتمع من النساء.
وأضاف علان: "أصحاب المناعة المنخفضة، وكبار السن هم الأكثر تضرراً من فيروس (كورونا)، عند الخروج من الأزمة سوف تحصي الدول عدد المصابين من الرجال والنساء بشكل دقيق، وتبحث في سبب تفاوت النسب بشكل طبي وعلمي دقيق، أما حالياً فنحن في منتصف الأزمة".