25.55°القدس
25.03°رام الله
24.42°الخليل
22.78°غزة
25.55° القدس
رام الله25.03°
الخليل24.42°
غزة22.78°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8
د. عدنان أبو عامر

د. عدنان أبو عامر

الحلحلة السياسية في (إسرائيل) لا تنهي مخاوف الحرب الأهلية

رغم حلحلة الأزمة السياسية الإسرائيلية بانضمام زعيم حزب أزرق- أبيض إلى غريمه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، أسفرت عن تفكيك وانهيار الحزب الأول، لكن المخاوف ما زالت على حالها من فرضية نشوب حرب أهلية في (إسرائيل)، فالكراهية المتناهية بين المعسكرات السياسية والحزبية تتعاظم، ورائحة الوقود في الأجواء، والإسرائيليون ينتظرون إشعال الصاعق لانفجارها، ولذلك قد يحصل الانفجار بأي وقت.

تواجه (إسرائيل) اليوم تحديين خطيرين: وباء الكورونا، والتشويش الحاصل في المنظومة السياسية والحكومية بسبب الانسداد القائم دون أفق وشيك، يهدد (إسرائيل) بأزمة جديدة نابعة من التمترس الحزبي خلف مواقفهم المسبقة.

هذا الانفجار الإسرائيلي الداخلي قد يحصل بسبب حالة الغضب والاحباط بين المتنافسين، مما أفقدهم أي مستوى من الثقة الذي يغشى نصف الجمهور تجاه الحكومة الحالية، ورئيسها نتنياهو، أو بسبب حالة التطرف التي تحيط بالحلبة السياسية والحزبية.

ومع تزايد مستوى العداء بين معسكر اليمين- الحريديم، ومعسكر الوسط واليسار، تصبح الأوضاع مهيأة لانفجار «العبوات الناسفة» الاجتماعية، وتجد ترجمتها مستقبلًا بأعمال عنيفة، وفي الحالة الأقل سوءًا كفيلة بإحداث حالة من الفوضى، تترك آثارها على الوضع الاجتماعي بمستوى كبير جدا، وفي الحالة الأسوأ قد تندلع حرب أهلية، ولا يحتاج أحدنا الى خيال جامح لتصور كيف سيكون هذا السيناريو على الأرض.

هذا السيناريو المرعب بدأ عمليًّا بالمظاهرات السياسية لمعسكر الوسط-اليسار ضد السلوكيات السياسية لحزب الليكود وزعيمه نتنياهو، ولم يمض وقت طويل حتى خرج مؤيدوه للشوارع، واشتبكوا مع خصومهم، ومن خلال المواجهات سنكون شاهدين على عنف ميداني كبير قد يتطور إلى اشتباكات بالأيدي، وفي حال لم تنجح الشرطة بالسيطرة على هذه السلوكيات الميدانية فإن ذلك قد يتطور لاستخدام السلاحين الناري والأبيض.

يتوافق قطاع عريض من الإسرائيليين على أن الطريق تبدو أقصر مما نتصور الى اندلاع الحرب الأهلية بين اليهود، وكل من يشكك بهذه الفرضية المرعبة سيتفاجأ بتحققها عما قريب على أرض الواقع، مما يتطلب منا ان نعود بالتاريخ إلى الوراء لنتذكر بعضا من هذه الأحداث الدامية.

تاريخ الحركة الصهيونية فيه الكثير من الحوادث التي أشرف فيها الإسرائيليون على الحرب الأهلية، سواء في عهد الانتداب البريطاني، وبعد إقامة دولة الاحتلال، وصولا لقتل إسحاق رابين في 1995، مما يتطلب من رئيس الحكومة نتنياهو أن يأخذ كل هذه الأحداث بعين الاعتبار، باعتباره المسئول عن اتساع رقعة التحريض الداخلي بين الإسرائيليين.

صحيح أن الانسداد السياسي في (إسرائيل) بلغ منتهاه بالتوافق على حكومة وحدة بالتناوب على رئاستها، لكنه أمر مؤقت، وسرعان ما تعود الاستقطابات لتطل برأسها من جديد منذرة بما يخافه الإسرائيليون.