تتصاعد لغة التهديد الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حتى أنها بلغت حداً قالت فيه القناة السابعة الصهيونية: إن جيش الصهاينة يستعد لعملية رصاص مصبوب جديدة ضد قطاع غزة، ولكن بشكل أقسى وأشد! فما الذي ستجنيه (إسرائيل) من هجومها على قطاع غزة؟ وماذا في وسع القادة العسكريين الإسرائيليين أن يفعلوا في غزة؟ وهل القيادة السياسية على استعداد لتحمل تبعات الهجوم العسكري؟. لا أهداف سياسية أو عسكرية أو اقتصادية يمكن أن تحققها دولة الكيان الصهيوني في الحرب على قطاع غزة، ويدرك قادة الصهاينة أن حرباً على غرار الرصاص المصبوب لن تجلب الأمن لمليون يهودي في جنوب فلسطين المغتصبة، وأن فكرة احتلال قطاع غزة بالكامل باتت في حكم المستحيل، وليس في صالح الكيان أن تسيطر قواته على مفارق الطرق، وأن تقيم الحواجز بين مدن القطاع، ويدرك القادة العسكريون الإسرائيليون أن التفوق العسكري الإسرائيلي قادر على أن يحدث دماراً هائلاً، ويوقع آلاف الضحايا، ولكنه لن يحسم المعركة داخل مدن قطاع غزة، وأن الزمن الذي حاربوا فيه في غزة سنة 2008، قد يتضاعف عدة مرات دون أن يحققوا أدنى أهدافهم العسكرية، ودون أن يمنعوا صواريخ المقاومة من فرض منع التجول على مليون يهودي. وعلى خلاف ما يظن البعض، فإن "نتانياهو" قد تفاخر بأنه لم يخض حربين ضد لبنان وضد غزة كما فعل سلفه "أولمرت" وهذا دليل على أنه حفظ الدرس العسكري الذي أهان التفوق الإسرائيلي، وأخرج "أولمرت" من رئاسة الوزراء كسيراً، بعد حربين فاشلتين على غزة ولبنان، وأزعم أن "نتانياهو" لن يغامر بحرب مفتوحة على غزة قبل الانتخابات البرلمانية في شهر يناير، والسبب الوحيد هو، عدم ضمان نتائج هذه الحرب بالنسبة للقيادة الإسرائيلية. إن الذي يبعد شبح الحرب عن غزة ليس إنسانية قادة الكيان الصهيوني، ولا تعقل القادة العسكريين، إن الذي يحيط غزة بالأمن من العدوان الواسع هم رجال المقاومة، وما يخبئونه من مفاجآت، بالإضافة إلى تطور الأوضاع السياسية في بلاد العرب، لأن حرباً على غزة على غرار الرصاص المصبوب لن تمر دون حراك الشارع العربي، ولاسيما الشعب العربي الأردني الذي تقيده اتفاقية وادي عربة، ويموج بالغضب الملتهب ضد الصهاينة. ورغم التفوق العسكري الذي تتمتع به دولة الكيان الصهيوني، إلا أنها في حالة دفاع عن النفس، فبعد أن كانت تهدد وتتوعد دون منازع، صارت اليوم مهددة بوجودها من إيران، وهي مهددة بأمنها وسلامة حدودها من قوات حزب الله التي تجثم على صدرها، فكيف بدولة يسكنها الخوف والفزع، وتشكك في وجودها، كيف تحرك قواتها لشن حرب على غزة، وقد صار لغزة أم وأب وأخ وجار يحس فيها، ويتألم لها. إن آخر من يهتم لتهديدات الإسرائيليين هم سكان قطاع غزة، لقد وثقوا بالمقاومة، وتوكلوا على الله، ولا يرعبهم التلويح الإسرائيلي بالحرب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.