تمرّ الدراما الرمضانية في مصر هذا العام بموسم استثنائي يشهد عودة نجوم كبار، واستمرار تصوير مسلسلات وسط تدابير منع انتشار فيروس كورونا المستجد، وتنوع محتوى أعمال درامية أغضب أحدها "إسرائيل".
ووصل كورونا إلى مصر في فبراير/ شباط الماضي، بإعلان أول إصابة لأجنبي، وتلاه تدابير احترازية شملت منع التجمعات العامة، وفرض حظر تجوال جزئي.
إلا أن أعمالا درامية عديدة، بين أكثر من 20 عملا هذا العام، استمرت في التصوير، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، حتى وصف الموسم بأنه “الأصعب” خلال السنوات العشرة الأخيرة، وفق وسائل إعلام محلية.
وغمرت منصات التواصل الاجتماعي، أوائل أبريل/ نيسان 2020، موجة اتهامات بتعريض المستثمرين في التصوير للخطر، قبل أن يقول المنتج المصري، جمال العدل، في تصريحات صحفية، إن صناعة الدراما في مصر كبيرة، ويعمل بها نحو 5 ملايين شخص، مؤكدا أن إجراءات احترازية مُشددة اتُخذت بمواقع التصوير.
وحتى الآن، نجت "الدراما المصرية" من الفيروس، بعدم تسجيل أية إصابة في مواقع التصوير، التي شهدت هذا العام، وبصورة لافتة، عودة نجوم كبار.
ويشهد الموسم الدرامي هذا العام منافسة شرسة بين صناع المسلسلات لجذب المشاهدين، وسط توقعات بزيادة نسب المشاهدة، مع جلوس المصريين فترة أطول بمنازلهم، في ظل حظر التجوال الليلي.
وظهر هذا مع بروز أسماء عدة مسلسلات في الأكثر تداولا على منصة "توتير"، مثل "الاختيار" و"النهاية"، في اليوم الأول من رمضان، بحسب تقارير صحفية.
ويتميز المحتوى الدرامي هذا العام بتنوع كبير بين سير ذاتية وكوميدي ورومانسي واجتماعي وخيال علمي والحركة (أكشن).
"الاختيار" يتصدر الاهتمام
يشارك الفنان أمير كرارة بمحتوى جديد، عبر مسلسله "الاختيار"، وهو يسرد سيرة أحمد المنسي، ضابط بالجيش المصري قُتل في مدينة رفح بسيناء المصرية، عام 2017، أثناء التصدي لهجوم إرهابي.
وحاز محتوى "الاختيار"، وهو يتلامس مع وقائع معاصرة، على دعم واسع من وسائل إعلام محلية وفنانين وشخصيات عامة، رأت فيه "سيرة وطنية"، مما جعله يتصدر الأكثر تداولا بمنصات التواصل منذ انطلاقه.
بينما يواجه المسلسل انتقادات واسعة من فضائيات ومنصات خارج مصر معارضة للنظام، ركزت على أن هناك "متاجرة" بحياة القائد العسكري الراحل وتوظيفها سياسيا.
وتبارت منصات مؤيدة وأخرى معارضة للنظام في الهجوم والدفاع عن العمل الدرامي، مما جعله وجبة دسمة على مائدة كل فريق بشكل شبه يومي، وحل اسم المسلسل يوم 25 أبريل/ نيسان في مرتبة الأكثر بحثا في مصر على منصة “غوغل”، بحسب صناع العمل.
"النهاية" يغضب إسرائيل
بعد غياب عامين، يظهر الفنان يوسف الشريف، كعادته، بلون درامي جديد هذا العام، عبر مسلسله "النهاية"، القريب من الخيال العلمي، والذي حقق متابعة جيدة من اليوم الأول.
وأغضب "النهاية" إسرائيل، حيث انتقدت الخارجية الإسرائيلية، الأحد، المسلسل، الذي يتنبأ بزوال "إسرائيل"، وتحرير أرض فلسطين، بحسب بيان نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وقالت الوزارة إن هذا العمل "مؤسف وغير مقبول على الإطلاق، خاصة بين دول أبرمت اتفاقية سلام بينها منذ 41 عاما".
وقبل نحو عام اكتملت 4 عقود على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في ظل واقع يشهد تنسيقا رسميا رفيع المستوى بين تل أبيب والقاهرة، مقابل تحفظ شعبي وبرلماني بخصوص التطبيع مع "إسرائيل"، التي لا تزال تحتل أراضي عربية.
ويتناول المسلسل، وفق وسائل إعلام محلية، فكرة نهاية العالم في عام 2120، ويظهر في حلقته الأولى أطفال يدرسون عن حرب تحرير القدس، التي استطاعت فيها الدول العربية القضاء على دولة إسرائيل، قبل مرور 100 عام على تأسيسها على أراضٍ فلسطينية محتلة.
ماراثون متميز
وقال الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، إنه متفائل بالماراثون الرمضاني هذا العام. ووصفه في تصريح صحافي، بأنه يحقق التنوع ويتمتع بمقومات المتابعة.
وأشاد الشناوي بجهود إتمام الأعمال الفنية رغم ظروف "كورونا"، مقارنة بدول كثيرة شهدت تراجعا في حجم الأعمال، كالدراما السورية.
وتابع أن القطاع الفني بمصر نجح في إتمام 80% من الأعمال الدرامية لموسم رمضان 2020.
وأضاف أن الموسم الحالي يشهد تنوعا كبيرا في الأعمال الدرامية بين الاجتماعي والوطني والخيال العلمي والكوميديا.
وأشار إلى أن الموسم الحالي شهد عودة زخم النجوم الكبار إلى الشاشة بقوة، إضافة إلى الوجوه الراسخة المعتادة في رمضان.
ورأى أنه من الصعب حاليا إطلاق أحكام على الأعمال الدرامية، خاصة أننا في أوائل شهر رمضان، لكن بوجه عامة الاختيار الفني للأعمال والوجوه جيد.