أثارت بعض المسلسلات العربية الرمضانية لهذا العام جدلا واسعا، في ظل دعوة عدد منها للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ما دفع الصحف العبرية لتسليط الضوء على هذه المسلسلات التلفزيونية.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال نشرته الجمعة، للكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، إن "ثلاثة مسلسلات تلفزيونية يتم بثها حاليا، تناقش سيناريوهات العلاقات مع "إسرائيل"، موضحة أن "أحد هذه المسلسلات يناقش عقد صفقات تجارية مع تل أبيب".
وتابعت الصحيفة: "المسلسل الثاني يناقش العلاقة مع اليهود في العالم العربي قبل إقامة الدولة"، مضيفة أن "المسلسل الثالث يتصور أن إسرائيل انتهت من الوجود".
وتطرقت الصحيفة إلى الحوار الذي جرى في مسلسل "مخرج7"، الذي تبثه شبكة "أم بي سي" السعودية، حول إمكانية عقد صفقات مع الإسرائيليين، مشيرة إلى أنه أثار "عاصفة" ليس فقط في السعودية وفلسطين، بل في الشبكات الاجتماعية العالمية، التي فيها احتد النقاش حول التطبيع مع "إسرائيل"، والعلاقة بين الفلسطينيين والسعوديين.
ورأت الصحيفة أن "هذا الجدل ليس جديدا، لأنه تقريبا خلال شهر رمضان، الذي تبثه فيه كل ليلة مسلسلات تم إعدادها بشكل خاص لتسلية الجمهور بعد يوم الصيام، تؤدي إسرائيل أو اليهود دورا رئيسيا في مسلسل واحد على الأقل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في هذا الموسم، يوجد على الأقل ثلاثة مسلسلات تعالج بشكل مباشر الموضوع الحساس للتطبيع"، مبينة أن "المسلسل الكويتي (أم هارون)، يصف التمييز والتنكيل بالمسيحيين واليهود، الذي حدث في الكويت بأربعينيات القرن الماضي قبل قيام دولة إسرائيل".
وذكرت "هآرتس" أن "مسلسل أم هارون مثل مسلسل مخرج7، وهو إنتاج سعودي (..)، فالسعودية ليس فقط متهمة بالمس بالفلسطينيين، بل هي تخدم إسرائيل وأمريكا، وتؤيد صفقة القرن، وتحاول تشويه التاريخ العربي والتأثير على الوعي العربي".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المسلسل الثالث باسم (النهاية)، وتم إنتاجه في مصر، ويتحدث عن عالم مستقبلي يجري في عام 2120، وتطير فيه روبوتات وأجهزة سايبر في سماء مصر، عبر طائرات فضائية"، منوهة إلى أنه "من الحلقة الأولى تحتل إسرائيل كرمز للقوة العربية الجديدة".
وأردفت: "في مشهد مثير للخلاف، تم عرض طلاب يدرسون عن تاريخ (حرب تحرير القدس)، التي قام فيها العرب بتدمير العدو اللدود (الدولة الصهيونية)"، موضحة أن المسلسل يصور أن "الحرب انتهت بسرعة، وتسببت بتدمير إسرائيل الصهيونية بعد أقل من عام على إقامتها (..)، ومعظم اليهود في إسرائيل هربوا منها وعادوا إلى وطنهم الأصلي في أوروبا".
وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذا المسلسل بالقول: "من المحزن أنه بعد 41 سنة على توقيع السلام مع إسرائيل، مسلسل كهذا يصف المستقبل الذي فيه، بأن تقوم دول عربية بتدمير إسرائيل"، مشددة على أن "معظم اليهود الإسرائيليين ليسوا من أوروبا"، وفق زعمها.