الحرب مستمرة ضد الوباء الذي حصد أكثر من ربع مليون إنسان حول العالم، ومتواصلة تجارب العلم من أجل القضاء على فيروس كورونا.
وفي آخر تلك الخطوات العلمية، الكشف عن جسم مضاد تمكن من هزيمة الفيروس المستجد.
فقد اكتشف علماء هولنديون أن هذا الجسم المضاد تمكن خلال التحليلات المخبرية أن ينقض على البروتين المسؤول عن اتخاذ كورونا شكله التاجي المعروف، ويسمح له بدخول جسم الإنسان.
وعلى الرغم من أن تلك الخطوة تعتبر مبكرة بعد من أجل إعلان الانتصار إلا أنها واعدة في الجهود المبذولة للعثور على علاجات والحد من انتشار الوباء.
وفي التفاصيل، أشارت مجلة "نيتشور" التي نشرت الدراسة إلى أن هذا الجسم المضاد التجريبي قام بتحييد الفيروس في الخلايا المزروعة مختبرياً، ما يعني أنه قد يساعد فيما بعد عند تجربته على البشر في منع أو علاج Covid-19 والأمراض ذات الصلة، إما بمفرده أو مع مجموعة أدوية.
وكتب بيريند جان بوس من جامعة أوتريخت في هولندا وزملاؤه في ورقة البحث أو الدراسة التي أعدوها أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحوث المتقدمة لمعرفة ما إذا كانت النتائج مؤكدة في بيئة سريرية ومدى دقة هزيمة الجسم المضاد للفيروس".
الفيروس وابن عمه
كما أوضح العلماء الهولنديون في دراستهم أن الجسم المضاد المعروف باسم 47D11 هاجم بروتين السنبلة الذي يمنح الفيروس التاجي الجديد شكلًا يشبه التاج ويسمح له بدخول الخلايا البشرية.
وفي تجارب "أوترخت" هذه، لم يهزم الجسم فقط الفيروس المسؤول عن Covid-19 ولكن أيضًا "ابن عمه" "سارس المجهز ببروتينات سبايك مماثلة، تتسبب بمتلازمة تنفسية حادة وشديدة.
كما استخدم العلماء في تجربتهم الواعدة هذه، الفئران المعدلة وراثيًا لإنتاج أجسام مضادة مختلفة ضد بروتينات الفيروس التاجي.
بعد ذلك قام الباحثون بإعادة تهيئة هذا الجسم المضاد لإنشاء نسخة بشرية عنه بالكامل، بحسب ما أفادت المجلة العلمية.
يذكر أن الأجسام المضادة "وحيدة النسيلة"، هي بروتينات تم إنشاؤها في المختبر تشبه تلك التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي من أجل محاربة البكتيريا والفيروسات، وهي قوية للغاية، وتستهدف موقعًا أو جزءاً محددا من الفيروس عادة.