تمر الذكرى 72 لاحتلال فلسطين والنكبة الفلسطينية باحتلال فلسطين، وضياعها بتواطئي عربي رسمي ودعم دولي مطلق، حيث كانت تدوس الاليات لبريطانية يقودها الصهاينة على جثث الفلسطينيين الأبرياء والمقاتلين الشجاع الذين قاتلوا وظهرهم للجدار، وارجلهم في الاخدود، وشعارهم لوحدهم الا من بعض المقاتلين العرب الي صمدوا وواصلوا القتال دفاعًأ عن فلسطين بعد ان تخلت عنهم الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة.
نعم، نستذكر ما يزيد عن 70 عامًا من الجرح الفلسطيني الغائر في جسم الأمة المشتتة الضائعة بين الأمم، منذ أن اضاعت فلسطين عام 1948، بل منذ أن تحال مع قوى دولية حولتها الى مرتزقة يجلسون على كرسي الحكم، لكن الفلسطيني لم يستسلم ولم يرفع الراية، بل حلق بها عاليًا، وهو يستذكر الألم يستذكر أن الطفل الفلسطيني اليوم يقاتل في غزة بالحديد والار ويتقابل الصاروخ والطائرة وا يستطيع من أدوات القوة والتي صنعها من قوت يومه، ومن باطن الأرض.
يقاتل الفلسطيني في الضفة الغربية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، بما استطاع من قوة، ولا يعجز الوسيلة، ولو كانت حجر يلقيه فتى في قرية يعبد في جنين حيث ورث الفتى القتال منذ تمترس عز الدين القسام ورفاقه في أحراش يعبد، والمسيرة متواصلة ما قبل النكبة.
سلالة الأبطال تقاتل في كوبر جيلًا وراء جيل، وتخرج الأبطال الذي صدأة بوابة السجون عليهم، لكن لم تلن لهم قناة، بل خرج من أصلابهم أبطال يدافعون عن كوبر ويحرقون الاحتلال بزجاجات المولوتوف، ومنهم خرج البرغوث الأب والأبن والابنة والحفيد يرضع مسيرة النضال.
قاتلت فلسطين قبل 48 وبعدها في الناصرة وام افحم وبئر السبع ولا زالت حيفا صامدة وتشدها يافا، تقاوم التهجير والإرهاب والقتل الصهيوني، ولا زالت الأجيال تقاتل الصهيوني يومًأ يوم بالسلاح والصمود وما استطاعوا الى ذلك سبيلا، واصبحوا سدنة الأقصى من المرابطين يتقدمهم شيخ الأقصى رائد صلاح، الذي ما استلن ولا باع ولا فرط.
في اللوحة لا زال جرح اللاجئ غائر ، ويتضاعف يومًا بعد يوم، مع كل انقسام عربي وقتال عربي ، وتشريد، لكن يشدوه الأمل في العودة، ومفتاح الدار في يده، وورقة "الطابو" تحت وسادته، يقاتل في سبيل البقاء متنقلًأ في أصقاع الأحرار في انتظار العودة ولو بع حين.
كل هؤلاء ينتظرون يومًأ تشرق شمسهم، وهم اليوم في أقرب وقت لذلك، حيث يتمسكون بعودتهم وقاومتهم للمشروع الصهيوني، وفي نفس الوقت يتهاوى الكيان الصهيوني يومًا بعد يوم، وانهياره في الأفق لكن مزيد من الدعم الفلسطيني وتراكم القوة في قطاع غزة والضفة الغربية، وبدعم متواصل يمكن أن يتحقق.
لن تنجح مشاريع التسوية في طي الصفحة تحت مسميات مسيرة السلام وغيرها من المشاريع الوهمية التي تقوم على التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقد فشل مشروع السلطة بحد ذاته وتحول الى مشروع الالتصاق مع الاحتلال لجلب الأموال لصالحة طبقة حاكمة معينة، ستنهار في أقرب وقت.
الفلسطيني متمسك في أرضه، ولو بعد 72 عامًا، وتكتب الرواية تضحياته في سبيل الدفاع عن أرضه ووطنه، وتتهاوى أمامه خزعبلات المنسقين والمطبعين العرب مع الاحتلال، الذي يتساوقون مع المشروع الصهيوني لحماية مصالحهم الشخصية والحفاظ على كراسيهم، لكن الشعوب العربية تنبذهم وتطردهم أينما وجدوا.