أكد الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" أمير دولة قطر إن القضية الفلسطينية هي الجرح النازف في الجسم العربي منذ عقود، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تمعن في تغير وجه الضفة الغربية والقدس عبر سياسية الاستيطان بسبب عجز المحيط العربي، والمجتمع الدولي، وانحياز الدول الكبرى لـ(إسرائيل). وأشار الأمير -خلال كلمة وجهها للشعب الفلسطيني من الجامعة الإسلامية بغزة في ختام زيارته للقطاع- إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يرزح تحت الحصار الخانق منذ الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر العام 2008م، مما زاد من ألم المواطنين الذين دمّرت بيوتهم في الحرب، وألحق أضراراً فادحة بالبنية الهيكلية للقطاع. وأضاف: "لقد كان صمودكم في وجه العدوان مثار عزة لكل العرب ونحن نشاهدكم تدفعون بصدوركم العارية لا تخيفكم طائراته ولا أسلحته المحرمة دولياً ولا دباباته الثقيلة، لقد كنت معكم على الدوام ولو بأضعف الإيمان". ولفت الأمير حمد إلى أن "وقوف الأشقاء العرب في كل الأوقات مع غزة ليس معروفاً، بل هو الحق والواجب"، مضيفاً: "نحن كنا وسنكون من أول المبادرين ولن نضن على أهلنا في غزة وفلسطين بكل ما نستطيع من عون انطلاقاً من واجبنا القومي والإنساني، وهذا ليس منة بل واجب من الأخ لأخيه". وشدد حمد على ضرورة إعطاء قرار الجامعة العربية بإعادة إعمار غزة أولوية في تنفيذ قرارات القمم العربية، مشيراً إلى أن أهل غزة ينتظرون منذ (5) سنوات المساعدات التي وعدوا بها دون جدوى، مضيفاً: "لقد خذلكم ذوي القربى وأدعياء الديمقراطية والمتشدقين بحقوق الإنسان". وأضاف: "وجودنا اليوم على أرض فلسطين في غزة العزة هو أمر مختلف، إننا علي يقين بأن الأماني والأحلام لا تبرح أن تتحقق، ففلسطين الحرية والاستقلال ستصبح حقيقة عما قريب بإذن الله". ودعا الشيخ حمد فصائل الشعب الفلسطيني إلى طي صفحة الخلاف وفتح صفحة واسعة من الاتفاق على أساس اتفاقيات الدوحة القاهرة، مضيفاً: "من منا لا يؤمن بأن الفرقة بين الفلسطينيين والعرب كانت أشد ضرراً من العدوان المتكرر على غزة". وأشار أمير قطر إلى دولته وقفت مع الشعب الفلسطيني وافتتحت سفارة لها في غزة مع قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994م، ودعت لقمة عاجلة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة لدفع بعض الأضرار عن القطاع، وأضاف: "غير أن صمود غزة هو العامل الحاسم الذي عرى التخاذل ولقى الواهنين عبرة". وعدّ الأمير صمود الشعب الفلسطيني من أهم الدواعي التي سرّعت بالربيع العربي الذي يحمل غداً مشرق، مضيفاً: "صمود أهل فلسطين سيظل خير حافز للشعوب لاستعادة كرامتها واسترداد حريتها وتنميتها وازدهارها". ووجه حمد شكره "لشعب مصر العظيم، وثورته المجيدة، ولفخامة الرئيس محمد مرسي"، مضيفاً: "لولاهم لما كنا بينكم اليوم". وختم أمير قطر كلمته بالقول: "لكم تحية الرجال التي تستحقون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وفي سياق متصل، منح رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" أمير قطر وحرمه ورئيس الوزراء الشيخ "حمد بن جاسم أل ثاني" وسام الوفاء. كما منحت الجامعة الإسلامية أمير قطر وزوجته الشيخة موزة شهادة الدكتوراه الفخرية مع مرتبة الشرف، وأهدته زجاجة زيت زيتون من أرض الجامعة، وحفنة تراب من أرض غزة، وأحد مفاتيح بيوت العائلات التي هجرت من العصابات الصهيونية في العام 1948م.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.