أمضت الناشطة البارزة في حقوق الإنسان، لجين الهذلول، عامين في السجون السعودية، وتم تأجيل محاكمتها إلى أجل غير مسمى؛ بسبب فيروس كورونا.
ونشر موقع "cbc" الكندي تقريرا عن الهذلول، خريجة جامعة كولومبيا البريطانية، المحتجزة منذ أيار/ مايو 2018، عندما ألقي القبض عليها في المملكة العربية السعودية مع تسعة نشطاء آخرين في مجال حقوق المرأة.
وقال التقرير إنه "في بداية الأمر اتهمت الناشطات بمحاولة زعزعة استقرار البلاد باستخدام التمويل الأجنبي. ومنذ ذلك الحين تم تغيير هذه الاتهامات إلى قيامهن بالتواصل مع صحفيين أجانب، ومحاولة التقدم للحصول على وظيفة في الأمم المتحدة".
ونقل التقرير عن وليد الهذلول، شقيق لجين، قوله "إن عائلتها لم تتمكن من زيارتها منذ شهر آذار/ مارس؛ بسبب الحظر المفروض في البلاد. وقال متحدثا من تورنتو: "تدعي أنها بخير، لكن يمكننا أن نحكم من نبرة صوتها أنها ليست كذلك".
وأضاف: "بالطبع، بسبب المراقبة عليها لا تستطيع أن تقول أي شيء سلبي عما يحدث داخل السجن".
وقال وليد الهذلول إنه يخشى أن يؤجل فيروس كورونا محاكمتها إلى أجل غير مسمى، حيث إنها تؤجل باستمرار دون مبررات.
وأضاف:" لا نعرف إلى أين تسير القضية، من الصعب جدا التنبؤ بذلك، لأننا ببساطة نتعامل مع أشخاص لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم"، مضيفا أن "أمل الأسرة الحالي هو إبقاء القضية على أعين الجمهور".
وفي أواخر نيسان/ أبريل، أعلنت المملكة السعودية عن تعديلين قانونيين، يحظران فيهما الجلد كعقوبة، مع التخلص من عقوبة الإعدام على الجرائم التي يرتكبها القاصرون. هذه التغييرات سبقها عدد من إصلاحات حقوق الإنسان، بما في ذلك السماح للمرأة بالقيادة، والسماح لهن بالسفر والحصول على جواز سفر دون إذن الأقارب من الذكور. لكن الإصلاحات لم تطل بعد قضية الهذلول والناشطات الأخريات.
وقال وليد: "يجب أن أكون متفائلا، إذا لم أكن متفائلا فلن أحرز أي تقدم، الشيء الجيد أنه ما زالت قضية لجين محط الأنظار".
وفي وقت مبكر من اعتقال لجين، قالت الهذلول لعائلتها إنها محتجزة في الحبس الانفرادي، وتعرضت للتعذيب بالصعق الكهربائي والجلد والاعتداء الجنسي. وتقول عائلتها إن معاملتها الآن أحسن من قبل.
والهذلول التي بلغت الثلاثين من عمرها في آب/ أغسطس الماضي وهي في سجن حائر، ناشطة معروفة بحيويتها ونشاطها البارز.
وفي عام 2014، بعد تخرجها، تم القبض عليها بتهمة تصويرها لنفسها بفيديو مباشر وهي تقود السيارة عبر الحدود من الإمارات العربية المتحدة.
وهذا الفيديو، الذي لفت انتباه العالم، جعلها تحت رهن الاعتقال لمدة 70 يوما. ومن ثم تابعت ذلك بالترشح في أول انتخابات سعودية مفتوحة للنساء.
وبعد 14 شهرا من الحجز، عرض عليها إطلاق سراحها مقابل أن تنشر بيانا مصورا تنكر فيه تعرضها لأي تعذيب، لكنها رفضت.
وقد تم حظر أفراد عائلة الهذلول الذين بقوا في المملكة العربية السعودية من السفر.
كما لم تتمكن شقيقتاها اللتان تعيشان في بروكسل ووليد الذي يعيش في كندا من زيارة المملكة العربية السعودية؛ خشية عدم قدرتهم على مغادرتها.
وقال وليد الهذلول:" ما حدث معنا جعلنا نبني نوعا من القدرة على التعامل مع كل ما يحدث مع فيروس كورونا.. لقد كان تدريبا جيدا للاستعداد للأسوأ".