شهدت العاصمة الأميركية واشنطن صدامات بين الشرطة ومتظاهرين مع بدء حظر التجول الذي فرضته السلطات الأميركية للسيطرة على المظاهرات التي اندلعت منذ أيام في ولايات عدة احتجاجا على مقتل شاب أميركي من أصل أفريقي على يد أفراد الشرطة.
ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مسؤول أميركي قوله إن أكثر من خمسين عنصرا في جهاز الخدمة السرية في الشرطة أصيبوا بجروح في واشنطن.
وتشهد العاصمة واشنطن وعشرات المدن الأميركية الأخرى احتجاجات على مقتل الشاب الأميركي الأسود جورج فلويد منذ أيام في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا شمالي البلاد، في أحداث وصفتها صحيفة وول ستريت جورنال بأنها أسوأ اضطرابات مدنية منذ عقود في الولايات المتحدة.
من جهتها، ذكرت أسوشيتد برس أنه تم استدعاء جميع عناصر الحرس الوطني الخاص بالعاصمة واشنطن، والمقدر عددهم بنحو 1200 جندي.
كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه تم إحراق عدد من السيارات في مناطق محيطة بالبيت الأبيض، وقالت إنه تم إخماد حريق في الطابق السفلي من كنيسة سانت جون الموجودة بالمنطقة نفسها.
وفرضت السلطات حظرا للتجول أمس الأحد في واشنطن بعد خروج مظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر.
وكتب باوزر على تويتر أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة، كما تم تشديد الحراسة على البيت الأبيض.
وقد اتسع نطاق الاحتجاجات منذ أيام في ولايات أميركية عدة، وشهدت مدن أميركية حظرا للتجول، من بينها لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا، في حين نشر الحرس الوطني الأميركي خمسة آلاف عنصر من قواته ومن القوات الجوية في 15 ولاية، إضافة إلى العاصمة واشنطن.
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة "أنتيفا" اليسارية المناهضة للفاشية بالوقوف خلف الاحتجاجات، مؤكدا أنه سيصنفها "منظمة إرهابية".
وترتبط عودة نشاط حركة "أنتيفا" في الولايات المتحدة بأحداث وقعت إثر وصول ترامب إلى الرئاسة، بعدما كانت خامدة لسنوات طويلة.
من جانبه، أفاد وزير العدل الأميركي وليام بار بأن العنف الذي حرضت عليه وقامت به جماعة "أنتيفا" وجماعات أخرى مماثلة يعد "إرهابا داخليا، وسيتم التعامل معه بناء على هذا الأساس".
وقال بار إن "العناصر الراديكالية العنيفة اختطفت أصوات الاحتجاجات السلمية المشروعة"، وإن "مجموعات من المتطرفين والمحرضين الخارجيين تستغل الوضع للعمل على أجندتها المنفصلة والعنيفة والمتطرفة".
وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أمس الأحد عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، أربعة منهم في مدينة مينيابوليس، والقتيل الخامس بمدينة إنديانابوليس.
كما أصيب اثنان من فريق التصوير التلفزيوني التابع لوكالة رويترز بالرصاص المطاطي، وذلك عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج عقب بدء حظر التجول في مينيابوليس.
وطالب الرئيس ترامب حكام الولايات والعمد بحزم أكبر في مواجهة الاحتجاجات، ولوّح باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة والاعتقالات لضبط الأوضاع إذا لم يقوموا بما يجب فعله.
من جانبه، دعا المرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن أمس الأحد المحتجين لعدم اللجوء إلى العنف احتجاجا على "وحشية" ممارسات الشرطة.
وقال بايدن في بيان له إن "الاحتجاج على ممارسات وحشية كهذه أمر صائب وضروري، لكن الإحراق وإحداث تدمير لا طائل من ورائهما، نحن أمة تتألم، لكن يجب ألا ندع هذا الألم يدمرنا".
كما قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ما شوهد في فيديو توقيف جورج فلويد كان عملية قتل وإعدام على الهواء، مشيرة إلى أن أفراد الشرطة الآخرين الظاهرين في الفيديو كانوا سيُعتبرون في ظروف مختلفة متواطئين في الجريمة.
وأعربت بيلوسي -في مقابلة مع محطة "أي بي سي" الأميركية- عن قلقها من توجيه تهمة القتل من الدرجة الثالثة للشرطي المتورط.