حول حلبة أخذت شكلاً دائرياً غلبتها الألوان الزاهية والأضواء كالتي تُشاهد على التلفاز، يلتف المواطنون في غزة "مبحلقين" ممعني النظر؛ لإمتاع أعينهم للمرة الأولى في عروض السيرك -الغريبة بالنسبة لهم. على أرض السرايا يتنافس المهرج "بندق" مع زملائه من أعضاء الفريق للفت الأنظار وجذب اهتمام الزائرين للكرنفال السيركي الذي يقام للمرة الأولى في مدينة غزة، وسط حضور كبير. ويبدو أن مجمع السرايا الحكومي وسط مدينة غزة، باتت أرض خصبة لزراعة المشاريع الترفيهية التي تنضج بها ثمار البهجة والسرور؛ ليتمتع المواطنون في القطاع بقطافها خلال العيد. وأقيم مجمع السرايا الحكومي خلال عهد الانتداب البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم ورثه المصريون الذين حكموا القطاع عقب انتهاء الانتداب، تبعهم الاحتلال (الإسرائيلي). وقد شهدت معتقلات وزنازين السرايا –خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي- مئات الجرائم تنوعت بين تعذيب وحشي للمعتقلين وبين اغتصاب وإعدام، للفلسطينيين في قطاع غزة. [title]كرنفال ترفيهي[/title] شركة "روافد للفرص الاستثمارية" اجتهدت لتنظيم كرنفال ترفيهي يضم عروضاً للسيرك، من باب الترويح عن أطفال غزة، سيما في ظل الأوضاع المعيشية والاجتماعية السيئة التي يعيشونها. وتحدث مدير التسويق في روافد المهندس "عصام النبيه" عن التجهيزات التي سبقت الكرنفال، وكيفية استضافة أعضاء الفريق المصري، ومدى إقبال المواطنين عليه. ويقول النبيه إن الفريق –القادم من جمهورية مصر العربية- :"يضم ما يقرب (25) شخصاً بين لاعبين وإداريين، وصلوا إلى غزة قبل يومين من عيد الأضحى المبارك في زيارة تستمر مدة شهر كامل؛ لتقديم عروضاً سيركية. "عروض السيرك والبهلوان، الفنون التشكيلية البشرية وألعاب الكهرباء وغيرها" هي جملة من العروض التي سيقدمها أعضاء فريق السيرك "المدهش" خلال فترة زيارتهم إلى قطاع غزة. "حيوانات السيرك" لم يحالفها الحظ في الدخول إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي لتساهم في رسم البهجة على وجوه الأطفال في القطاع؛ سيما بعد رفض الحكومة المصرية إدخالها. وعلى الرغم من تأخر الإعلان عن بدء فعاليات الكرنفال وأماكن بيع التذاكر، لعدم تأكيد وفد السيرك حضوره إلى غزة بشكل نهائي بسبب أوضاع المعبر، إلاّ أن إقبال المواطنين –بحسب النبيه- "كان مفاجئاً وشديداً جداً". وأوضح مدير التسويق في روافد أن سعر التذكرة للشخص الواحد (20) شيكل فقط، أما بالنسبة للأطفال تحت سن الثالثة يمكنهم الاستمتاع بالعروض المقدمة داخل السيرك مجاناً. وأكد النبيه أن أسعار التذاكر ستبقى كما هي خلال أيام العيد الأربعة، لكن بعد انقضائه سيكون تخفيضاً في العروض المقدمة، خاصة للمؤسسات والمدارس وبعض الجهات. "الكرنفال السيركي" الذي سيستمر من الـ 26 أكتوبر/تشرين أول ولغاية 26 نوفمبر/كانون الثاني، يقدّم عرضين خلال اليوم الواحد، الأول عند الخامسة عصراً والأخير عند الثامنة مساءً، مع إمكانية زيادة عددها في حال زاد الإقبال. ولم يخفِ النبيه نيّة "روافد" في تنظيم مزيد من هذه العروض خلال الأعياد المقبلة، مؤكداً بذل كافة الجهود لإدخال كل الوسائل المستخدمة في العروض وتوفيرها للخروج بشيءٍ مميز. [img=102012/re_1351439258.jpg]البهجة ظهرت على وجوه الحاضرين[/img]