9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
13.96°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة13.96°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: زيارة أمير قطر..الأمر أبسط من ذلك بكثير!!

[title](1) هوس التحليل السياسي [/title] مع كل حدث , مهما كان نوعه وحجمه, ترى الكتاب والمحللين ينفرون خفافا وثقالا , يستعرضون عضلاتهم التحليلية الفذة , ويذهبون( أو قل يشطحون) شرقا وغربا ويحفرون في الصخر ويدقون الابواب وينظرون من تلة عالية الى المستقبل للوصول الى تحليل علمي دقيق , لكنهم – في كثير من الاحيان- يخفقون ويفشلون , رغم ان بعضهم يحمل اسما لامعا في السياسة او في علم الصحافة . .. لماذا ؟ لأنهم دوما مسكونون , او قل مغرمون جدا بعقلية ومصطلحات "الاجندة" .. و" التحالفات" ..و" المحاور الاقليمية ".. و"لماذا هذا التوقيت بالذات" ؟" ..انهم يعيشون ويتغذون على فكر سياسي يفتقد الى العمود المتين : المعلومة الدقيقة , رغم ان بعضهم يمتلك قدرات تحليلية جيدة ومحترمة, ومن ثم يعوضون عن ذلك بفكر احادي لم يتغير منذ عشرين عاما ..الا قليلا !! كل حدث – لديهم- يجب ان يوضع ضمن قالب "المحاور" او " التمويل السياسي" او " المؤامرة الاخوانية والاسلام السياسي".. كل حدث يعزز الانقسام ويبعد المصالحة ... لا شيء بريء لديهم !! فالاخلاق والقيم مفقودة تماما من العالم , ومن ثم كل حراك يجب ان يكون ضمن "أجندة" وتبادل مصالح وتحالفات ...!! هم لا يحبون ان يروا الامور بسيطة , بل يريدونها دوما معقدة تخضع للمبضع السياسي , ومن ثم "يحكون" رءوسهم بحثا عن تحليل فذ وعبقري !! الطبيب الماهر هو الذي يفضل العلاج بالأدوية على الجراحة الخطيرة ان امكن . احيانا احزن عليهم , لان بعضا منهم تربطني بهم علاقة جيدة .. لكن مشكلتهم تكمن في امرين , اولا / انهم يفتقدون المعلومة الصحيحة ولا يعرفون ما يدور خلف الكواليس ولا في اروقة صنع القرار , ثانيا / انهم يجدفون بحسب "حس سياسي "قد يصيب وقد يخطيء, او بحسب تخمين واه , او بحسب فكر /أو موقف مسبق لم يتغير منذ عقود .. ولا يريدون ان يغيروه !! [title](2) ابتكارات سياسية [/title] لما قرأت مقالاتهم وتحليلاتهم حول زيارة أمير قطر الى غزة ومدى المبالغة الضخمة " والمضحكة" التي الصقوها بها , لم تتغير قناعاتي انهم لا يعرفون الكثير من الحقيقة ويغرقون انفسهم في متاهات بعيدة عن الواقع . امورنا وحياتنا وسياستنا ابسط بكثير مما يتخيلون او يزعمون !! كثيرة هي الامور التي تأتي ضمن حسابات بسيطة ولا تأتي ضمن ترتيبات أو تخيلات عملاقة ينسجها هؤلاء .. هم الذين اخترعوا " محور الممانعة " .. ثم ابتكروا " الحلف الاخواني ".. ثم "امارة غزة" , ثم انتقلوا من حلف الممانعة الى "الحلف القطري الحمساوي ".. ثم "طرح حماس نفسها كبديل عن منظمة التحرير "..,وكأنهم يفصلون مسار الاحداث على مقاساتهم وحساباتهم . كثير منها او بعضها ترهات غير حقيقية ولا تنم عن فهم سياسي واقعي . هناك علاقات سياسية قد تتحسن او تسوء , وليس بالضرورة ان يكون ذلك ضمن " خطط استراتيجية منسوجة سلفا , وهناك علاقات وزيارات ليست بالضرورة ان تحوي كل المضامين الاستراتيجية والتحولات الجذرية !! [title](3) زيارة غير بريئة !! [/title] البعض كتب ان الزيارة "غير بريئة " .. وانها " لتدشين مرحلة جديدة" .. وانها "تتويج لامارة غزة ",.. وانها تصب في الحلف والمؤامرة الاخوانية ضد السلطة وضد شرعية ابو مازن .. وانها "لشراء المقاومة" .. وبأنها جاءت" لتعزيز الانقسام".. وان" قطر تبحث عن دور سياسي من خلال المال" .... الى سلسلة طويلة من التخمينات التي لا تستند الى دليل ,( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) ... مهمتي هنا ليست الدفاع عن الزيارة بقدر ما هي الدفاع عن منهجية صحيحة في التحليل السياسي . هؤلاء فقط ينظرون بعيون سوداوية احادية . أنا لا اريدهم ان ينظروا بعين ايجابية, لكن بعين موضوعية مجردة ترى السلبي والايجابي على حد سواء . والله اني اضحك بملء فمي حينما ارى اساتذة كبار في الصحافة والتحليل السياسي يتحدثون عن منح الشرعيات وتشكيل محاور وتحالفات ومؤامرات واجندة تنسج تحت جنح الليل من خلال زيارة لم تستمر لأكثر من اربع ساعات , رآها الناس علنا وسمعوا ما جرى فيها , ولم تجر فيها أي لقاءات سرية ولم تعقد فيها لا صفقات سياسية ولا مالية . يقولون بان الدول تبحث عن دور سياسي ومصالح !! هذا صحيح, ومن حق كل دولة ان تفعل ذلك , لكن ليس بالضرورة ان يكون هذا الدور شيطانيا أو متوشحا بالمؤامرة واصطناع الفتن !! اي غفلة وجهل يقع فيها هؤلاء !! واي مصادمة للعقل والمنطق يغري هؤلاء بتحليلات مضللة ذات هوى ومزاج سياسي !! صدق من قال ان الزيارات لا تصنع شرعية , فالشرعية تستمد من اصولها الحقيقية التي تقوم على ارادة الشعب والانتخابات ,, لكنا اصبحنا " متلمسين " من كل شيء . .فزيارة هنية لمصر تعزز الانقسام , وعقد دورة تدريبية حول القانون الدبلوماسي يعزز الانقسام .. والتغيير الحكومي يعزز الانقسام.. ..وكأننا نبحث عن المتاعب بأنفسنا . قديما قالوا "صغرها بتصغر وكبرها بتكبر" . لست من محبي تسطيح الامور او تبسيطها, لكن معرفتي وتجربتي المتواضعة في الاروقة السياسية علمتني دوما ان اضع الامور في نصابها من خلال ثلاثة قواعد 1- معلومة موثقة , 2- تحليل موضوعي ومهني للمعلومة 3- ثم ان يكون التحليل بهدف تحقيق مصلحة وتصويب خطأ وليس من منطلق الشماتة او الاستعراض او تسجيل نقاط. [title](4) ليست رشوة [/title] ببساطة , امير قطر , مشكورا , كما زار لبنان اثر حرب عام 2006, زار غزة كمنطقة منكوبة تحتاج الى عون وإغاثة وافتتح فيها مشاريع لصالح الجمهور, وليس لجيب حماس او حكومتها . في خطابه لم يجامل حماس ولا فتح, وأصر على ضرورة المصالحة وإنهاء الانقسام , وان فشل مسيرة السلام وغياب استراتيجية التحرير تدفع الى ضرورة الجلوس على طاول المصالحة , ثم ان الرجل لم يدعنا الى بناء دولة في غزة , ولم يشر علينا بالبقاء تحت مظلة الانقسام , ولم ينصحنا بالعزوف عن المصالحة !! ولم يجعل من المال " رشوة " يشتري بها مواقف سياسية.قطر ليست بحاجة الى مال اضافي او دعم سياسي لانها ليست من الدول التي تعاني من صراعات أو نزاعات سياسية , فضلا عن كونها ذات دور ملموس في دعم واسناد الثورات العربية سياسيا وماليا ثم ان الزيارة –وبعيدا عن سوء الظن- لم تقرب من " تدجين حماس بفكرة اعادة الاعمار وابعادها عن نهج المقاومة " ,,وامير قطر لم يضع امامه خارطة سياسية ليوزع الشرعيات او يتدخل في الشئون الفلسطينية الداخلية, ولا تطرق الى ان بناء المساكن للمواطنين وتعبيد شارع صلاح الدين هي "مكافأة لحماس لابتعادها عن ايران " ,كما ادعى محلل سياسي كبير !! السلطة وفتح لا ينبغي ان تجزع من الزيارة "وتجعل من الحبة قبة" , ويجب ان تتخلص من داء الحساسية السياسي الذي اصبح مزمنا لدرجة ان كل شيء اصبح يفسر في اطار تنازع الشرعيات . يجب ان نكبر قليلا لنفكر كيف نحول ونجند كل شيء لصالح المصالحة والوحدة , لا ان نتربص ونتمنى الفشل لبعضنا البعض . [title](5) نظرية ينبغي ان تعكس [/title] ثم دعوني اقل شيئا لم اقله من قبل .. ان الاوضاع القاسية التي عاشها القطاع وعاشتها حركة حماس ربما كانت سببا مهما في خلق الاجواء السلبية التي أثرت على المصالحة , وان حماس كانت دوما تشعر ان هناك من يريد ان يلصق بها صورة الحصار والحرب والمعاناة, لذا فقد تشبثت في مواقفها .. اليس من المنطق القول بأنه في حال تخفيف المعاناة وتسهيل حياة الناس سيعزز ذلك من قناعة حماس بقوة في المصالحة ؟؟. فرضية ان حماس يمكن ان تجبر بالحصار والعزل السياسي على تجرع المصالحة , يمكن ان تستبدل بان حماس تتشجع على المصالحة من خلال اجواء مريحة , بعيدة عن الضغوط وبعيدة عن العقوبات. الاجواء المريحة لا تعني على الاطلاق ان تعزز – أو تستفرد- حماس بالحكم في غزة , فهذا ليس واردا , بل وليس في مصلحة حماس ولا رؤيتها الوطنية , ولا يعني ايضا ان تستقوى بالربيع العربي حصريا بل يمكن ان تستفيد منه في اطار الدعم للقضية الفلسطينية . اقولها بوضوح : حماس ترفض ان تشترى بالمال كما لا تقبل فتح أيضا على نفسها ان تشترى بالمال. ليس سرا ان هناك دولا ومؤسسات وجمعيات واحزابا كثيرة قدمت اموالا لحماس, لكن هذا المال لم يضعها في جيب تلك الدول ولا ضمن تحالفاتها. السياسة ليست كلها قذرة كما يتصورون !!. فرغم ان سوريا قدمت لحماس الكثير من الدعم السياسي والمادي الا انها لم تفرض على حماس رؤية معينة ولم تقرر نيابة عنها , ونفس الشيء ايران . يجب ان ننزع من رؤوسنا ان كل شيء يشترى بالمال وان كل المال " مسيس" وان من يدفع اكثر يقرر اكثر !! هذا كلام غير جدير بالاهتمام . [color=red][b]خلاصة [/b][/color]: المعلومة الصحيحة تقود الى التحليل الصحيح ثم الى القرار الصحيح !!