اعترف خبير عسكري إسرائيلي يدعى يوآف ليمور أن دولة الاحتلال "إسرائيل" لا تعرف ما الذي تريده من غزة رغم مرور 15 عاما على الانسحاب الإسرائيلي منها "اي اندحارها"، وكذلك اقر بأنهم لم يصلوا إلى إجابة متفق عليها إن كان الانسحاب حفظ امن الاحتلال أم اضر به. هذا الخبير عد أن الانسحاب هروب فعلي من المعركة وانتصار لحماس وفصائل المقاومة في غزة، بعكس مؤيدي الانسحاب الذين يرون انه عزز أمن "إسرائيل" وجعلها تستثمر قوتها فيما هو ضروري بدلا من استثمار قوات عسكرية زائدة في مهام يائسة حسب وصفهم.
عند النظر إلى آرائهم المختلفة نجدهم قد اتفقوا على أمر واحد وهو ان المقاومة الفلسطينية انتصرت عليهم وأجبرتهم على الفرار، ولكنْ هناك طرف تمنى ان يصمد جيش الاحتلال والآخر أصابه اليأس وفضل اختصار الطريق وتقليل الخسائر.
سؤال: "ماذا نريد من غزة ؟" عندما يطرحه المحتل يعني انه يعيش في حالة عذاب مستمر، فهذا السؤال لم يخطر على بالهم تجاه الضفة الغربية لأنهم يسرحون ويمرحون ويبنون المستوطنات ويفعلون كل الجرائم دون رقيب أو حسيب.
"ماذا تريدون من غزة ؟" عنوان مقال كتبته في مارس 2017، لأنني لا اجد أي سبب يدفع إسرائيل لاستمرار حصارها لغزة وكذلك بعض الأطراف العربية، سألته لأنني اعلم علم اليقين ان غزة لن تركع ولا جدوى من استمرار الضغط عليها، وكلما زاد الحصار ازدادت قوة المقاومة، والحروب السابقة اثبتت ان الحصار الإسرائيلي لغزة ما زادها الا قوة وسوف يزول الحصار ويحقق شعبنا بعضا من أهدافه العظيمة في القريب العاجل ان شاء الله.
إلى جانب هذه الصورة المشرقة التي رسمها شعبنا الصامد في غزة يأتي من يقدم النصح للمقاومة بألا تظهر كقوة عسكرية امام الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بأي صورة يريدون لغزة ان تظهر؟ هل يريدون منها ان تفعل كما يفعل من يعبرون عن حبهم للحياة والحرية بالرقص المعاصر والهيب هوب واستجلاب فرق الغناء؟ ولكننا رأينا ان تلك المظاهر لا تجلب سوى المزيد من الويلات والاستيطان وسرقة الاراضي والتهجير والقتل بدم بارد، اما المجتمع الدولي فإنه يحترم الاقوياء ولا يبالي بالضعفاء، يحسب الف حساب لمظاهر القوة في غزة وخانيونس ورفح وبيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وباقي ثغور القطاع، ولكن ما الذي سيقلقه بفعاليات روابي على سبيل المثال؟