يوما بعد يوم يطرأ بعض التحسن على صحة الشاب عبد الرحمن جبارة (22 عاما) من قرية سالم شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد أن كاد يفقد حياته، إثر إصابة خطيرة تعرض لها، فجر الأربعاء الخامس من الشهر الجاري، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليه من مسافة قصيرة، بدعوى أنه المطلوب الذي تبحث عنه.
ما حدث مع جبارة، الذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى "تل هاشومير" بالداخل الفلسطيني المحتل، بدأ بمداهمة قوة عسكرية إسرائيلية مزرعة تعود للعائلة في منطقة "العقربانية" بالأغوار الوسطى، فجر الأربعاء الماضي، في محاولة لاعتقال شقيقه عمرو جبارة، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي-، لكنه لم يكن موجودا في المكان. فهذه الأثناء كان المصاب يتجه إلى هناك لإطعام الأغنام، ولا يعلم بتواجد قوات الاحتلال.
ويروي والده حسني جبارة بقية القصة لفلسطين الآن قائلا "شعر عبد الرحمن بوجود الجيش، وتفاديا للاحتكاك معه تراجع للخلف، وركب في سيارة مع اثنين من أصحاب مزرعة قريبة.. ولم تكد السيارة تتحرك سوى أمتار قليلة حتى اوقفتهم قوة أخرى كانت بين السهول، ودون سابق إنذار أطلق جندي رصاصة عليه رأس ابني، ولولا رحمة الله ثم سرعة بديهته التي جعلته يرجع رأسه للخلف لكان قد فجرته، لكنها اخترقت عينه وخرجت من أعلى عينه الثانية، وفقد الوعي على الفور".
ووفق رواية من كانوا إلى جانب المصاب، فقد سأل الجندي الإسرائيلي عن اسمه، وعندما أيقن انه شخص أخر غير المستهدف، قدموا له الإسعاف الأولي، ونقلوه للمستشفى، واعتقلوا الشابين، قبل أن يفرجوا عنهما في وقت لاحق.
ووفق الأطباء، فالوضع الصحي للمصاب خطير، لكنه مستقر، حيث لم تخترق الرصاصة جمجمته، لكنها تسببت بتلف كامل في عينه اليسرى، وسط مخاوف من أمر مشابه للعين الثانية.
وكان عبد الرحمن يخطط لحفل زفافه خلال الأشهر القليلة القادمة، بانتظار إتمام تجهيز بيت الزوجية.
ويؤكد الأب انه مُصرٌ على ملاحقة قوات الاحتلال قضائيا، حيث أوكل هذه المهمة لمحامٍ من الداخل المحتل.
ويبيّن الأب أن المحامي تواصل مع الضابط الإسرائيلي الذي كان مشرفاً على تلك العملية، وأكد له أن إصابة عبد الرحمن كانت نتيجة خطأ في التشخيص وأن المقصود كان شقيقه الآخر "عمرو".
واستدرك: "الاعتراف بالخطأ غير كافٍ، لا بد من تحملهم كامل المسؤولية.
كما تبين أن الوحدة التي نفذت عملية إطلاق الرصاص هي وحدة يمار المتخصصة بتصفية الناشطين الفلسطينيين.