ما زالت زيارة القيادة القطرية إلى قطاع غزة تتفاعل خارج فلسطين بعد أن هدأت داخلها، هناك من يعتبر الزيارة بداية تشكيل محور جديد أطلقوا عليه "محور غزة" يضم مصر وتركيا وقطر، إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد يتسع -حسب ظنهم- ليشمل ليبيا وتونس وبعض دول الربيع العربي المكتمل. يقال بأن محور غزة جاء على أنقاض محور الاعتدال الذي سقط بسقوط مبارك وسكوت السعودية وحيرة الأردن، وكذلك ارتفع على أنقاض محور الممانعة الذي تحطم بفعل حرب الإبادة التي يشنها النظام الأسدي ضد شعبه بدعم من إيران وحزب الله، وانسحاب حركة المقاومة الإسلامية حماس -الطرف الرابع- انتصارا للشعب السوري وعدالة ثورته. المحاور التي تقوم على التقاء رؤوس بدون أجساد لا يمكن اعتبارها محاور أو تحالفات، أو أنها وهمية وقائمة على المصالح المؤقتة، فمحور "الاعتدال" انتهى بمجرد خلع الرئيس المصري مبارك وهو الذي طالما تحدث باسم مصر وشعب مصر وفي النهاية اكتشف العالم متأخرًا ما كنا نؤمن به وبأنه لا شرعية له وأن عداوته لشعبه أكبر من عداوته لخصومة، والأمر ذاته تكرر مع محور الممانعة، وبشار الأسد الذي قضى عشر سنين مضافة إلى عشرات في زمن والده في لعبة سباق التسلح مع دولة الاحتلال ليستخدم ترسانة أسلحته في نهاية المطاف ضد شعبه، وهذا دليل على أن المحاور ما هي إلا وسوسات في رؤوس أصحابها. الذين اخترعوا المحور الجديد -محور غزة- جعلوا جماعة الإخوان العالمية طرفا فيه، ولإثبات أوهامهم جاؤوا بقصة قطع الغاز المصري عن الأردن لاعتبارات حزبية، وكأن إخوان مصر يدعمون إخوان الأردن، ورغم عدم معرفتنا بحقيقة الأمر إلا أنه من المستبعد عن رئاسة مصر أن تفعل ذلك، كما أنه لا يجوز حرمان الشعب الأردني من الغاز المصري ومضاعفة مشاكل الأردن الاقتصادية من أجل حسابات حزبية، تلك قصة غير واقعية تدعم نظرية وهمية اسمها " محور غزة". ختاما، نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال والحصار بكافة الطرق المتاحة والمشروعة، ولا نقبل أن يهلك أهل غزة من أجل حسابات سياسية داخلية أو خارجية، وعلى الحكومات العربية المأزومة أن تحل مشاكلها بنفسها دون الزج بغزة أو المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني يرفض التصنيف ضمن محاور الوهم، ويرحب بكل جهة عربية أو إسلامية مخلصة تدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بدون شروط.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.