نظرة تعجب واستغراب بانت على وجوه المواطنين وهم يقلِّبُون حَبَّات التُّفَاح المختلف أشكاله وأنواعه بين أيديهم في أسواق قطاع غزة, والذين لم يروه منذ سنوات طويلة وبسعر رخيص ومغري تجاوز "4 كيلوات" من التفاح بعشرة شواقل, أي ما يقارب (2.5) دولار أمريكي. الحاجة أم محمود الخمسينية في العمر قالت لمراسل "فلسطين الآن" وهي تشتري التفاح: " إن هذا التفاح لم نره منذ سنوات طويلة, يذكرني بالتفاح الذي كان يأتي من شمال فلسطين المحتلة, وبالذات منطقة الجولان.... إنه أجود أنواع التفاح, لا أدري لماذا سعره رخيص لهذه الدرجة". [color=red] [title][b]إذا عرف السبب بطل العجب[/b][/color][/title] بحثنا عن سبب رخص سعر التفاح بالرغم من جودته وتجولنا بين المارة, والمواطنين داخل أحد أسواق خانيونس الكبيرة نسأل بالذات العمال الذين عملوا في السابق في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وكبار السن, فأجابنا أبو "أحمد عسقول" عن السبب قائلاً: "كان هذا التفاح وكذلك الكرز الذي مر على قطاع غزة وبصورة كبيرة يذهب من القرى المحتلة في الجولان إلى سوريا, ويتم تصديره هناك, واليوم بعد الثورة السورية لم يتم تصديره, وبدأ التفاح والكرز قبله بالتلف, فسارع الاحتلال الإسرائيلي بالسماح له دخول أسواق قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. [title][color=red][b]وللتفاح أنواع[/b][/color][/title] يعتبر التفاح بالنسبة لسكان قرى الجولان المحتل المصدر الأول لرزقهم في ظروف الاحتلال الصعبة، علماً أن إنتاج الجولان السوري المحتل من التفاح يتجاوز (40) ألف طن سنوياً وعملية استجراره مستمرة منذ عام 2005. ويعتبر أفضل أنواع التفاح في منطقة الشرق الأوسط هو ما يطلق عليه تفاح "ستاركن" يليه "غولدي", وهناك أيضا في سوريا "الموشح", وفسَّر لنا التاجر "علي بربخ" بأن تفاح "ستاركن" درجات في السوق, منها الأحمر, والأحمر المخطط بلون أبيض خفيف, مؤكداً أن التفاح الموجود في أسواق القطاع دخل بكميات كبيرة ووصل المواطن الغزي بسعر رخيص. [title][color=red] [b]صنعوا منه خلاً طبيعياً في بيوتهم[/b][/color][/title] كان الحديث ممتعاً مع "أبو علي قاعود", والذي كان عائداً من عمله, ليشتري أكثر من" 10 كيلو" من التفاح المصاب "برضوض" وبــ"10 شواقل" , سألته ماذا ستفعل بكل هذه الكمية والتالف بعضها؟ ضحك رجل التجربة وقال سأكل بعضها وأصنع في الباقي خلا في البيت..... يُقَطِّعْ أبو محمد التفاح, ويضعه في قنينة من زجاج أو فخار, ويضيف عليه ملعقة من الخميرة, وأخرى من السكر, وبعض المياه, ويتركه فترة تتجاوز الأربعين يوماً حتى يتخمر, ومن ثم يقوم بتصفيته بمنشفة, ليحصل على خل تفاح بتركيز عالٍ, وهو الآن ينتظر حتى يكتمل مشوار الخل, والذي يستخدمه في السلطات, واللحم وغيره من المأكولات. ويأمل المواطنون في غزة أن يستمر بقاء التفاح والفواكه خاصة الخوخ الكبير والذي دخل القطاع, كي يخفف عنهم جزء من معاناة الحصار التي يعيشونها, والتي منعت الكثير من المواد الغذائية وغيرها من الفواكه والمستلزمات اليومية من الدخول. [img=112012/re_1352138223.jpg]1[/img] [img=112012/re_1352138221.jpg]2[/img] [img=112012/re_1352138219.jpg]3[/img] [img=112012/re_1352138218.jpg]4[/img] [img=112012/re_1352138213.jpg]5[/img] [img=112012/re_1352138208.jpg]6[/img]