قال المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس طاهر النونو إن اتفاق التطبيع بين الإمارات والعدو الصهيوني هو كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معاني على مستوى المبدأ والهدف والتبرير، إذ يعكس التناقض مع الاحتلال إلى التحالف معه، ويهدد ويكسر الإجماع العربي من القضية الفلسطينية، ويشكل تدشينا لمرحلة أكثر خطورة على القضية والمنطقة خاصة خارطة التحالفات ومصفوفة الأصدقاء والأعداء.
وأضاف النونو خلال مقابلة على قناة الجزيرة مباشر مساء اليوم أن العلاقة مع الاحتلال هي علاقة تناقض مع مشروع صهيوني محتل لا يستهدف الأرض الفلسطينية فقط، بل يستهدف الكل العربي والتاريخ منذ العام 1948 إلى اليوم، مؤكدًا أن هدف الاتفاق يأتي في إطار ما يسمى ب"صفقة القرن" وإعادة صياغة المنطقة وفق المصلحة الإسرائيلية.
واعتبر النونو تبرير الإمارات بشأن التطبيع أنه تافه مضلل ولا ينطلي على أحد، مشيرًا إلى أن الحديث بأن التطبيع جاء لوقف عملية الضم هو محاولة للخداع والاتجار بالحقوق الفلسطينية لصالح تغيير المعادلة ومصفوفة الأعداء في المنطقة، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني هو الذي استطاع بوحدة موقفه وصموده تجميد وإفشال الضم.
وطالب الكل الفلسطيني بضرورة تعزيز وحدة الموقف التي بدأت وتجلت مع بداية الإعلان عن خطة الضم وصفقة القرن لتأكيد ضرورة عزل الاحتلال، وتعزيز المقاومة بكل أشكالها، ورفض الاحتلال وإدانة التطبيع بكل أشكاله وكل من يقف وراءه في المنطقة العربية والإسلامية، وخلق رأي عام عربي وإسلامي رافض لهذه الفكرة.
وأكد النونو أن الخلافات داخل البيت الفلسطيني بعيدة عن الثوابت الفلسطينية والحقوق المشروعة، لافتًا إلى أن هناك اتصالات جرت بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس السلطة محمود عباس، عدا عن الفعاليات والحراكات التي ستتم خلال الأيام القادمة ما بين كل الفصائل لتأكيد رفض هذه الخطوة وإفشالها.
وأوضح أن تجريم عملية التطبيع في المنطقة واعتبار أي محاولة للتطبيع هي خروج عن الإجماع العربي وحالة التضامن ومحاولة للوقوف في صف نتنياهو في مواجهة الشعب الفلسطيني وخلق أحلاف داخل المنطقة هي خطوات يجب اتخاذها لاستعادة المحيط العربي والدول الأخرى التي تسعى للتطبيع.