قلنا مرارًا وتكرارًا إن اتفاقية أوسلو هي أكبر طعنة تلقاها الشعب الفلسطيني، لأن منظمة التحرير تنازلت عن ثلاثة أرباع الوطن مانحة شرعية زائفة للمحتل الغاصب، والمبادرة العربية للاستسلام هي ثمرة من ثمار أوسلو، وهي الباب الذي وافق الفلسطينيون على فتحه لمرور كل نظام عربي يريد التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، فلا غرابة أن تكون دولة الإمارات أول الداخلين من هذا الباب.
الوقت لم يمض على إصلاح خطأ منظمة التحرير الفلسطينية، فوثيقة الوفاق الوطني تقضي بإعادة البوصلة إلى وجهتها الصحيحة، ففيها برنامج سياسي يقضي بإقامة دولة على حدود 67 دون اعتراف بشرعية الاحتلال على باقي المناطق، مع وجود منهج لمقاومة الاحتلال تتفق عليه الفصائل الفلسطينية كافة، ولذلك إن أول رد على اتفاقية العار بين الإمارات ودولة الاحتلال هو إعلان الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق واتفاقية القاهرة، وزيادة تلكؤ منظمة التحرير تعني أنها ما زال عندها أمل في الاستمرار في مفاوضاتها غير المجدية مع الاحتلال، وتعني أيضًا فتح المجال للمزيد من الأنظمة العربية لإقامة علاقات مع العدو الإسرائيلي.
الخطوة الموازية التي يجب على المنظمة وباقي الفصائل الفلسطينية القيام بها هي إعلانهم أو تأكيدهم رفض المبادرة العربية للسلام رفضًا قاطعًا لا رجعة عنه، فإذا ما قمنا بهاتين الخطوتين نكون قد برأنا أنفسنا من أي علاقة مشبوهة ينسجها العرب مع العدو الإسرائيلي، أي لن يكون هناك أي غطاء فلسطيني لأي متآمر على القضية الفلسطينية.
هناك متصهين اسمه ضاحي خلفان يتوعد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية حتى القيادة الفلسطينية في منظمة التحرير بالعقاب، بسبب اعتراضهم على إعلان الإمارات خيانتها للقضية الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني، ونحن نقول لضاحي خلفان إن أسياده من اليهود عجزوا عن إخضاع المقاومة أو كسرها، فماذا سيفعل شخص رضي لنفسه أن يكون مجرد ذبابة إلكترونية تدافع عن الاحتلال، وتهاجم الأحرار في العالمين العربي والإسلامي؟!، نحن نقول إن أرض فلسطين -وبيت المقدس تحديدًا- محرمة على كل خائن عربي، ولن يدخلوها إلا خائفين، ولهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم، ذلك وعد الله.