9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.1°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.1°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: تجريم "الربيع العربي".. والخوف من مآلاته

يبدو قادة (إسرائيل) ونخبها السياسية والفكرية مرتبكين مضطربين، وغير قادرين في الوقت نفسه على اتخاذ موقف واضح وصريح من مجريات الأحداث في المنطقة، التي هزها زلزال الربيع العربي من أقصى المغرب إلى الخليج العربي. فبينما تخشى (إسرائيل) من ارتدادات الربيع العربي وعواقبه، وخاصة في مصر وداخل الأراضي المحتلة في فلسطين، ولا تخفي حزنها على سقوط أكثر من نظام عربي كنظام مبارك وبن علي وحتى القذافي، في بعض المواقف، ترتبك أشد الارتباك في المشهد السوري الذي من المفترض أن تكون "إسرائيل" سعيدة لاحتمال سقوط نظام معادٍ لها، وتكاد تصريحات مسؤوليها تعكس تخبطاً سياسياً واضحاً. فعلى سبيل المثال، أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق "إفرام هاليفي" أن عدم الاستقرار في سوريا يشكل مخاطر أمنية صارخة بالنسبة لـ(إسرائيل)، ولكنه أيضاً يوفر فرصة لتوجيه ضربة قوية لطموحات إيران الإقليمية وبرنامجها النووي. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، اعتبر هاليفي الذي تولى أيضاً رئاسة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) فى الفترة من 1998 إلى 2002 أن (إسرائيل) يجب أن تركز أيضاً على استغلال الفرصة لضرب إيران سياسياً ودبلوماسياً من خلال إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد الحليف القوي لإيران. وقال المسؤول الاستخباراتي السابق إن (إسرائيل) يجب أن تنظر إلى إيران وسوريا باعتبارهما طرفين فى نفس المشكلة. ووصف هاليفي سوريا بأنها "حصان طروادة" بالنسبة لإيران، حيث استثمرت طهران جهوداً ضخمة لتأمين سوريا كشريك كبير، فالأقلية العلوية قريبة من الشيعة فى إيران، والجيش السوري يعتمد في الأساس على القيادة العلوية ولديه وحدات من العلويين فقط، وهذا ما يزيد من أهمية الاستثمار الإيراني. وأضاف هاليفي أن سوريا هي السبيل لتسليح إيران لحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، وأوضح: "إذا سقط النظام في سوريا وتم طرد الإيرانيين، سيمثل ذلك هزيمة مشينة بالنسبة لإيران". وقال إنه لا يصدق التقارير التي تتحدث عن جهود تنظيم القاعدة لتكوين معقل له في سوريا، وإنه ليس قلقاً تجاه أن يحل نظام سني مسلم محل نظام الأسد العلوي، وهو أيضاً أكثر عداء لـ(إسرائيل)، وقال إن أي بديل لبشار الأسد أفضل. بالمقابل، نقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله: "كنت محقاً عندما قلت بأنني غير متفائل بالآثار المترتبة على الربيع العربي"، مشيراً إلى أنها اختطفت من قبل الإسلاميين في جميع الدول التي شهدت تحركات شعبية ضد أنظمتها ورؤسائها، والذي نراه اليوم دليل على عدم تفاؤلي تجاه الربيع العربي. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن نتنياهو قوله خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية، "إن إحدى نتائج الثورات العربية على (إسرائيل) الزيادة في مستويات أمن (إسرائيل) والذي أدى إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية"، مضيفاً: "كما نرى هناك تغييراً كبيراً في المنطقة ونحن ندرك بأنه سيتوجب علينا اتخاذ خطوات للدفاع عن أنفسنا". كما نقلت صحيفة "معاريف" عن رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء بني غانتس، قوله "إن الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الجيش الإسرائيلي ضرورية جداً لدولة (إسرائيل)، خصوصاً في مقابل التحولات التي تشهدها سورية ومنطقة الشرق الأوسط برمتها في الآونة الأخيرة، مؤكداً أنه "من غير المستبعد أن تتحول هذه الدولة (سورية) إلى دفيئة لعناصر "إرهابية"، وأن منطقة الشرق الأوسط لم تعد كما كانت عليه قبل 14 شهراً" واصفاً التحولات في الشرق الأوسط بأنها "دراماتيكية"، وأنها تفرض على "إسرائيل" جهوزية جيشها لأي احتمالات أو تدهور في الأوضاع الأمنية. كما وصف "عيران ليرمان"، مدير اللجنة اليهودية الأمريكية والضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الربيع العربي بالزلزال الذي يهدد بإسقاط الأنظمة التي وقفت على مدى عقود، والذي من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة بأكملها. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن "ليرمان" في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر تجمع رؤساء المنظمات في القدس قوله "إن الاضطرابات في العالم العربي بدأت باسم الحداثة والعلمانية والديمقراطية، وسرعان ما تصاعدت إلى انتفاضات واسعة النطاق، ومن ثم ثورات وحركات مقاومة تواصل زعزعة الاستقرار في المنطقة وبشكل متزايد، والتي أدت في نهاية الأمر إلى تمكين الأنظمة الإسلامية". وفي السياق نفسه، قال البروفيسور "آشر ساسر" من مركز "موشيه دايان" للدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب إن مصطلح "الربيع العربي" هو محاولة غير واعية لتجاهل العولمة، مدعياً أن الحقيقة الكامنة ورائه هي أن الثقافة تلعب جزءاً كبيراً في البيئة السياسية التي نعيش فيها وتتجاوز ديناميكيات العالم. وأوضح قائلاً: "إننا نعيش في عالم العولمة، وأن المواقع الاجتماعية قد ساعدت على انتشار أعمال الشغب في مصر"، مشيراً إلى أن ما يسمى "بالربيع العربي" هو محاولة لعولمة الصراع، ولا يخدم سوى في التغاضي عن الطابع الإسلامي في جوهرها.