خبر: فلسطين وحق العودة ..نظرية الاتفاقات وواقعية الشعب
06 نوفمبر 2012 . الساعة 06:30 ص بتوقيت القدس
في قمتهم العربية في بيروت قرر الرؤساء العرب منح دولة الاحتلال (إسرائيل) سلامًا شاملاً مقابل انسحابها من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفي ذلك اعتراف رسمي منهم بأن فلسطين هي الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس، والغالبية المتبقية فهي " إسرائيل" ورغم ذلك التنازل فإن الشعوب العربية سكتت وسكت معها الفلسطينيون. فضائية الجزيرة تعرض خارطة فلسطين حسب اتفاقية أوسلو والمبادرة العربية للسلام، ولكنها لا تخفي الجزء المتنازل عنه من فلسطين بل تظهره مكتوبًا عليه " إسرائيل"، العرب بشكل عام لا يعترضون على ما تفعله قناة الجزيرة. في دورة الألعاب العربية عام 2011 في قطر رفعت صورة لخارطة فلسطين كما أقرها العرب وعرضتها الجزيرة، ولكن بدون إلصاق الجزء المتنازل عنه فظهرت حقيقة مقصد العرب وأنصار اتفاقية أوسلو من الفلسطينيين فضج العالم العربي من المحيط إلى الخليج والجميع ألقى باللائمة على قطر دون أن يفطنوا إلى أصل المشكلة الكامنة في اتقافية أوسلو أو في المبادرة العربية للسلام. حدود الدولة الفلسطينية حسب الاتفاقات مع دولة الاحتلال شبه محسومة مساحة، بحيث لا تزيد عن مناطق 67 بل قد تقل بسبب التعنت الإسرائيلي الرافض لتفكيك المستوطنات الكبرى، وقد يكون استبدال الأراضي حلاً للمشكلة، أما قضية عودة اللاجئين فقد تركت للمراحل النهائية من المفاوضات والمبادرة العربية نصت على أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يكون بشكل عادل ومتفق عليه وفقا للقرار 194، علمًا بأن القرار يحتوي على إشكاليات عويصة من الصعب تحقيقها، ومنها عدم تحديد هوية اللاجئين وكذلك اشتراط " الرغبة في العيش بسلام مع الجيران" لمن يرغب في العودة، أي الاعتراف بدولة الاحتلال والتخلي عن المقاومة وحتى عن كراهية اليهود. الرئيس محمود عباس في لقائه مع القناة العاشرة الإسرائيلية قال إن من حقه زيارة صفد ولكن ليس العيش فيها، وأنا هنا لا أريد الخوض فيما إذا تنازل الرئيس عن حق العودة أو أنه خانه التعبير، أو تم عرض أقواله مجتزأة، ولكنني أردت الإشارة إلى رد فعل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات حين تذكر المدن بعينها وتصبح الصورة أكثر وضوحا، وللتذكير فإن قرارات الأمم المتحدة لا تعطي الحق للسيد الرئيس بزيارة صفد بل تعطيه الحق فقط بالوصول إلى الأماكن المقدسة، حسب قرار 194 . ما حدث في قطر أو مع الرئيس لا يجب استثماره فقط بالصورة التي شاهدناها، ولكنها فرصة للتأكيد على أن ثوابت الشعب الفلسطيني لا تحددها الأمم المتحدة، ولا الحكام العرب، ولا ما يفرضه الظلم والضعف من واقع بائس. فالدولة الفلسطينية أو كما تعرض خارطتها الجزيرة مرفوضة وعودة اللاجئين إلى فلسطين حق مقدس لا يتحقق إلا بالمقاومة، أما الحل العادل للاجئين فلن يكون بالاتفاق مع العدو، لأن دولة الاحتلال تنتهي عندما تكون العدالة؛ تنتهي لو عاد ستة ملايين فلسطيني إلى أرضهم وتنتهي إذا عاد العرب والمسلمون إلى رشدهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.