9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.1°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.1°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: حولنا كتاب غينيس إلى كتاب "فن الطهي"

معلوم أن الفكرة من كتاب غينيس للأرقام القياسية بدأت من اجل توفير المعلومة الدقيقة للمعنيين بعد أن اختلف صديقان أثناء في رحلة للصيد حول :أي الطيور أسرع في ايرلندا، ولهذا رأى احدهم انه من الضروري إيجاد كتاب يهتم بالرد على مثل هذه التساؤلات ومن ثم تطور ليشمل انجازات بشرية ذات قيمة ليستفيد اللاحق من السابق. العرب وفي ظل تخلف علمي واقتصادي وسياسي حاولوا المنافسة على الارقام القياسية، وبما انهم لا يملكون القدرة على منافسة فيلكس في قفزته الشهيرة ولا المنافسة في أي من المجالات العلمية أو الرياضية أو غيرها من المجالات المعتبرة فقد قرروا دخوله من الباب الأسهل والذي لا يعكس أي نوع من المهارة. فبدأت أكلاتنا الشعبية وحلوياتنا تغزو كتاب غينيس والخشية الآن أن يتحول من كتاب للانجازات الى كتاب لفن الطهي مثل " الشيف رمزي " او " أبله نظيرة"، فمن اكبر صحن حمص لبناني الى صحون الفول والمفتول والكنافة الفلسطينية الى اكبر كعكة خليجية وهكذا، ولأنه لا مهارة تطلبها تلك المنافسة فقد اكتسب بالصبغة الوطنية والسياسية كالمحافظة على التراث الفلسطيني او اثبات ان الحمص اكلة لبنانية وليست اسرائيلية ..والعالم يسخر من انجازاتنا. ما دعاني لإثارة الموضوع هو آخر صحن مفتول تم انجازه من قبل مؤسسة فلسطينية، ولا انسى اكبر سلة قش حتى لا اتهم بالتآمر على تراثنا الفلسطيني الذي أصبح الحفاظ عليه لا يكون إلا بالسلة والكوفية والعباءات المزركشة والدبكات الشعبية، أقول إن الدعوة القضائية التي أقامها المنظمون لأكبر صحن وسلة ضد المعتصمين تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام هي الباعث على كتابة هذا الموضوع. فكيف يجرؤ المنظمون على رفع قضية ضد من يتضامن مع الأسرى بسبب خسارتهم لخمسة آلاف دولار وخشيتهم من إغلاق مركزهم ودخول بعضهم السجن، ولماذا يدخلون السجن بسبب ضائقة مالية إلا إذا كانت هناك تجاوزات مخالفة للقانون؟. إذن علينا الاعتراف ان تلك الانجازات الوهمية ما هي الا من اجل تحقيق أهداف خاصة لا علاقة لها بالتراث ولا بالقضية الفلسطينية طالما أصبحت سبيلا لإنقاذ المؤسسات الفاشلة وإنقاذ أصحابها من الكلبشات وتحويل الأنظار عن قضايا حقيقية تهم المجتمع.