بعد إعلان الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، أعلن وزير شؤون القدس الإسرائيلي الحاخام "رافي بيرتس" خطة لجلب آلاف السائحين من الإمارات للقدس، وسط صدور مواقف فلسطينية سياسية ودينية معارضة لأي توافد إماراتيين وعرب ومسلمين للصلاة في الأقصى برعاية الاتفاق الأخير.
كان المقدسيون سباقين برفض الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، لأنه نص على إتاحة الحرم القدسي لـ"جميع أصحاب الديانات السماوية"، وليس للمسلمين حصرا، ما وجد طريقه في الرفض الفلسطيني عبر الملصقات الضخمة التي انتشرت في القدس، وإعلان المرجعيات الدينية أنه "لا يجوز للمسلمين الصلاة في المسجد الأقصى تحت رعاية هذا الاتفاق".
تعد هذه الخطة الإسرائيلية تأكيدًا للتطبيع الكامل بين "إسرائيل" والإمارات، تحت مظلة الصلاة في المسجد الأقصى للمسلمين، مع أنه وفق الشرائع السماوية والوثائق الدولية، يعد حقًا خالصًا للمسلمين، ولا ارتباط لليهود به، رغم أن الإمارات التي لا تملك هذا الحق، منحته لليهود الذين لا يستحقون.
يتحضر المقدسيون لاستقبال من سيأتي لمدينتهم المحتلة تحت عباءة التطبيع بما يليق بهم، ولن يسمحوا لأحد بأن يعتدوا على قدسية الأقصى باستخدام الصلاة فيه لشرعنة أي اتفاق باطل مع "إسرائيل"، علما بأن الخطة الإسرائيلية الجديدة تتماشى مع الهدف الإماراتي الإسرائيلي المتمثل بتوافد مليوني سائح مسلم لدولة الاحتلال سنويًّا، تحت شعار "السلام الديني".
في السنوات الأخيرة، نسقت "إسرائيل" عدة زيارات لوزراء الخارجية العرب للحرم القدسي، كمقدمة لخطتها هذه، مع أن هذه الزيارات للمسجد الأقصى تضفي الشرعية على التطبيع مع "إسرائيل"، وتتصالح مع "احتلال" المقدسات الإسلامية.
يبدي الفلسطينيون ثقتهم بأن الخطة الإسرائيلية لن يكتب لها النجاح، والقادمون لن يصل عددهم إلى آلاف أو مئات حتى، بل عشرات فقط، ومعظمهم سيذهبون لتل أبيب للسياحة والاستجمام، إلا إن فرضت عليهم السلطات الإماراتية أن يأتوا بالقوة، مع العلم أن التوجه الإماراتي نحو القدس سبقه وجود مخطط سعودي للتواصل مع شخصيات مقدسية لإيجاد موطئ قدم لها بالمدينة، لكن المقدسيين رفضوا الذهاب للمملكة.
وبالتزامن مع إعلان الخطة الإسرائيلية الخاصة باستجلاب الإماراتيين للقدس، فقد كشف النقاب عن موافقة الإمارات لأول مرة على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بما يسمح لليهود بالصلاة في الحرم، ويختصر حق المسلمين في المسجد فقط، وليس الحرم بأكمله.
تنسجم هذه الخطة الإسرائيلية مع ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي منذ عشر سنوات ضمن خطة تهدف لإخضاع القدس والمسجد الأقصى لسيادته المزعومة، وصولًا لتفريغها، تمهيدًا للسيطرة على الأقصى وساحاته، لكن تنفيذ الخطة لن يكون في متناول أيدي الإسرائيليين في ظل الرفض الفلسطيني عمومًا، والمقدسي خصوصًا.