8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
13.16°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة13.16°
السبت 28 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: عباس .. صِراع البقاء!

أُدَوِّنُ هذي اللحظات ما يَخْتَلِجُ بروحي استبشارًا بِغَيْث يَنهَمِرُ مدرارًا الآن، فَيولِمُ لموسم حصاد خير عميم، يمحو سؤال الجوع، يبدد عصف اليأس، ويحمينا من عُثارٍ، وفَخْرًا بقذائف (المورتر) وصواريخ رجال المقاومة بإيمانهم بالله وشعبهم، لِيَمحوْا تاريخ الصهاينة المُزَوَّر على مستوطنات يِبنا وعسقلان وأسدود، وكل الغلاف وأرض فلسطين الوطن، الذي يريده سمسار المقاطعة وبطانته وإلى الأبد، دولة اسمها (إسرائيل)!. خسِئْتُم وخاب فألكم، فالوطن لا يستعيده إلّا السواعد السُّمْر التي تَعْزِفُ اليومَ لحن الوفاء، وتقاسيم الذاكرة والحنين لرائحة خبز الطابون حارًّا بزيت الزيتون يحث الخطى نحو فجر يتناهى إلينا واثقًا كأنه الغد القريب. غزة الآن، تطلق النار على مشروع عصابة التعاون الأمني مع الاحتلال، وتؤكد بالدم أنها صامدة، وأن الموعد مع النصر إنما هو صبر ساعة. وفي قراءة، هادئة وجادة لـ"مشروع" الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، سنجد أنه هروب الضعيف والمهزوم إلى الأمام، ويأتي كرد فعل على الفشل الذريع الذي آلت إليه المفاوضات العبثية التي تستمر فصولًا منذ عقدين دون أن تُحْرِز إنجازًا واحدًا، بل على العكس من ذلك تمامًا؛ فقد نجحت (تل أبيب) في استثمار وشراء كل هذا الزمن لِتُمْعِنَ استيطانًا وتهويدًا وقتلًا وتدميرًا. كما تأتي خطوة البحث عن قرار "دولة غير عضو" من فراغ سياسي فاضح، فهي ليست مكونًا من خُطّةٍ إستراتيجية وطنية موحدة تحدد أشكال النضال في ميادينه جميعًا. كما أن هناك مؤشرات وجيهة عديدة على أن هذه الخطوة لا تعدو كونها قفزة تكتيكية في فراغ فشل ما يسمونه مشروع "التسوية السياسية"، وسرعان ما ستتراجع عنه "قيادة المقاطعة" التي باتت تستجدي العودة للمفاوضات، وقد "نسيت" شروطها في تجميد الاستيطان، وليس إزالته، وعن ماهية مرجعيات التفاوض والأجندة الزمنية لذلك!. عباس يبحث عن صيغة تحفظ ماء الوجه (هذا إذا بقي منها قطرة أو يكاد)، وهو التوجه الذي لم يُطرح حتى الآن بشكل رسمي، ويبقى في عداد المناورات التي تذكرنا بكل محطات التنازل الفاجع لِنفس الفريق! ويؤكد القانون الأساسي الفلسطيني وتعديلاته أن الشعب هو مصدر السلطات، وهو صاحب الكلمة الأولى في تقرير حقوقه ومستقبله. فهل يحق لعباس أو أيًّ كان التجرؤ على أرض الوطن ومقدساته؟!، وكُلّنا يعلم أن واجب وسلطات الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية يتمثل في الدفاع عن الثوابت الوطنية، وفي استفتاء الشعب وقواه الحيّة التمثيلية الوازنة في القضايا المصيرية. لقد فتحت تنازلات عباس التفريطية شهيّة العدو، وها هو "يائير ليبيد" رئيس الحزب الصهيوني "يوجد مستقبل" يبشر بقدرة العدو على فرض التنازل عن القدس، والحبل على الغارب!، أما إيهود باراك فيؤكد أن عباس لم يقل لهم كلمة "لا" في المفاوضات عند أي طلب!. أجهزة عباس الأمنية فاخرت منذ بضعة أيام أنها "اكتشفت" أرشيف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الفلسطينية المحتلة، وطالبت بثمن ذلك من العدو، في الوقت الذي ثمَّن فيه جنرال الأمن السابق "مائير داغان" هذا النصر العظيم، وهو الذي اشتهر بلقب "قاطع رؤوس الفلسطينيين"؛ فقد كان يحمل معه دومًا سكينًا يابانيًّا حادًّا يستخدمه لفصل رؤوس أبطال المقاومة بعد أسرهم وقتلهم!. هؤلاء هم حلفاء عباس الجُدد الذين قَدَّمَ لهُم وطننا فلسطين على طبق من مجازر ودم، ويَردُّون عليه بكل التحقير والخذلان فَيسمونه بالثرثار والضعيف الذي لا يملك أمر نفسه. مَلَفٌّ آخر يَدُكُ "عرش المقاطعة" النَخِرَ، وهو دم شهيد فلسطين الراحل ياسر عرفات. "أبو عمار" الذي قاد الشعب الفلسطيني أكثر من نصف قرن بالتمام والكمال، بكل مراراتها وإنجازاتها، وبعد ثماني سنوات من الغياب الثقيل، لم يجد صغيرًا من "عصابة رام الله" يتحرك لِتَقصّي تُخوم اغتياله سوى زوجته السيدة سُها التي لابد أنه تناهَى إلى مسامعها سِرّ قاتليه!، وكأن عرفات رب عائلةٍ خرج كالمعتاد إلى عمله فعاد إلى بيته مَيْتًا !. وهل هكذا يذهب القادة فتزيل دموع التماسيح التي قتلته كل الآثار؟ !. جهاتٌ مشبوهةٌ تحاول طَيّ هذه الصفحات تحت لافتة "سيادة سلطة المقاطعة"...، فما هي علاقة هذه السيادة على أي شيء كان حتى تعطلوا عمل اللجنة الطبية الفرنسية؟!. وهل عز عليكم جسده العزيز حيًّا، حتى تستروه قتيلًا؟!، وهل يريد الذين اغتالوه _وهم وكلاء أمن المحتل الصهيوني_ قتل الأَدِلَّة، وَلَيّ عُنق الحقيقة وإبقاءها رهينة الأدراج ؟!. الشعب الفلسطيني اليوم في الأردن ولبنان ورغم الجراح في سوريا وكل فلسطين المحتلة وفي أقطار اللجوء والشتات يخرجون على تفريط عباس وخطواته الكارثية، ويطالبون بمحاكمته. صحيح أن العطار لا يُصلح ما أفسَده الدهر، فكيف إذا كان ذلك في أرذل العمر؟!، ولكن الأكثر دقة ومضاءً أن إرادة الشعب دومًا هي الأقوى، وسوف تزيل كل ما عَلَت وجَنّدت وأفسدت دولة الاحتلال.