17.77°القدس
17.5°رام الله
16.64°الخليل
21.06°غزة
17.77° القدس
رام الله17.5°
الخليل16.64°
غزة21.06°
الجمعة 24 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.67

خبر: غزة تحت النار

مرة أخرى وبدون سابق إنذار يتجدد العدوان (الإسرائيلي) على غزة من الجو والبر معًا، والحصيلة الأولية للعدوان هي: سقوط 6 شهداء، وإصابة 30 جريحًا، بينهم 10 حالات بالغة الخطورة، وكانت الذريعة (الإسرائيلية) هذه المرة للعدوان الجديد، أنه يأتي في إطار الرد (الإسرائيلي) على قذيفة مضادة للدبابات أطلقتها مجموعة فلسطينية شرقي مدينة غزة تجاه مركبة عسكرية، تسببت في إصابة 4 جنود (إسرائيليين)، وللتأكيد على أن هذه الذريعة غير مبررة للعدوان الجديد على غزة، وإنما يأتي العدوان في إطار التحضير والسباق (الإسرائيلي) للانتخابات البرلمانية، هو الوقوف على بعض التهديدات التي أطلقها بعض قادة الأحزاب (الإسرائيلية) عشية العدوان على غزة. فقد جاءت أقوى التهديدات من رئيس حزب "كاديما" "موفاز"، الذي طالب القيادة السياسية (الإسرائيلية) بتنفيذ "عملية قوية" ضد قطاع غزة، قائلا :" قد حان وقت الحل الجذري العميق لقطاع غزة، لأن التلعثم الإسرائيلي سيواجه بعمليات إضافية، ورؤساء التنظيمات "الإرهابية" يجب أن يكونوا الهدف الأول والفوري"، وهو الحزب الذي أطهرت نتائج الاستطلاع (الإسرائيلية) الأخيرة أنه سيكون أكبر الأحزاب (الإسرائيلية) الخاسرة في الانتخابات المقررة في 22/1/2013، حيث أظهر آخر استطلاع للرأي العام أعده "مخزن العقول"، ونشره موقع القناة الثانية (الإسرائيلية)، تراجعا كبيرا في نسبة المؤيدين لحزب "كاديما"، حيث حظي الحزب على 3 مقاعد فقط في الاستطلاع، وهو الحزب الذي كان إلى وقت قريب جدًا أكبر كتلة في الكنيست (الإسرائيلي)، برصيد 29 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست. ولعل من المفارقات الغريبة في العدوان الأخير على غزة، أنه في الوقت الذي قوبل فيه العدوان بردود فعل قوية وغاضبة من المقاومة الفلسطينية، حيث شاركت حتى الآن: كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وألوية الناصر صلاح الدين في قصف العمق (الإسرائيلي) كرد على العدوان، الأمر الذي أجبر ما يزيد عن مليون (إسرائيلي) على النزول إلى الملاجئ، التزمت السلطة الفلسطينية الصمت من هذا العدوان، ولم يصدر عنها حتى الآن أي إدانة له، وظلت حركة "فتح" غارقة في تحدي الحكومة الفلسطينية بالعمل على إحياء ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات في غزة، وذلك – في حدود علمي- ليس حبًا في إحياء ذكرى الشهيد، وإنما لحرف الأنظار عن "تهرب" السلطة من السماح للجنة الفرنسية المكلفة بالتحقيق في ظروف وفاة الرئيس أبو عمار من البدء بعملها بذريعة انتهاكها للسيادة الفلسطينية. ولم يغب الربيع العربي عن حسابات حكومة "نتنياهو" في عدوانها على غزة، وتحديدًا مصر، التي ما انفك رئيسها محمد مرسي يحذر (إسرائيل) من العدوان على غزة، خصوصًا بعد الجمود في العلاقات المصرية- الإسرائيلية، والمحاولات (الإسرائيلية) المتكررة لتحسين هذه العلاقات بدون جدوى، وهو الأمر الذي يبدو بأن حكومة "نتنياهو" قد حاولت إبلاغه للقيادة السياسية المصرية من خلال هذا العدوان، وإظهارها بمظهر القيادة الضعيفة التي لا تقوى على تنفيذ تحذيراتها، بدون تحسين العلاقات مع (إسرائيل)، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الضغوطات السياسية على هذه القيادة، التي لا زالت "تتلمس" الطريق نحو استعادة مصر لدورها العربي، والإقليمي، والدولي وهو الأمر الذي يبدو أنه قد بدأ "ينغص" على حكومة "نتنياهو" أحلامها، في البقاء كقوة عسكرية وحيدة في المنطقة بدون حسيب أو رقيب، كما كانت عليه قبل الربيع العربي. وعليه فإن المقاومة الفلسطينية -وفي هذا التوقيت بالذات- مطالبة بقراءة المشهد السياسي (الإسرائيلي) جيدًا، وعدم الانجرار خلف ردود الفعل (الإسرائيلية)، التي من شأن الانجرار خلفها تحقيق أهداف العدوان من حيث لا تدري، فحتى موعد الانتخابات (الإسرائيلية) ستبقى غزة تحت النار، وذلك في إطار سعي "نتنياهو" من جهة و"ليبرمان" من جهة أخرى لضمان الفوز في الانتخابات البرلمانية، والحصول على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست (الإسرائيلي)، وذلك لتشكيل حكومة جديدة تكون فرصة لـ"ليبرمان" بعد مرور عامين عليها، تقاسم رئاستها مع "نتنياهو"، وبالمثل فإن دول الربيع العربي مطالبة بتنسيق مواقفها السياسية على وجه السرعة، وذلك حتى لا يخيب ظن الشعوب العربية بالتغيير الذي كلفها فاتورة باهظة من الدم.