30.55°القدس
30.17°رام الله
29.42°الخليل
29.19°غزة
30.55° القدس
رام الله30.17°
الخليل29.42°
غزة29.19°
الخميس 23 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.67

خبر: سؤال غزة.. وشبكة الأمان

لم تعد دولة الاحتلال تملك قرار الحرب وحدها. التفوق العسكري قد يسهِّل القرار ولكنه ليس أداة امتلاكه الوحيدة. الحرب ضد غزة مثلاً لم تعد نزهة. والحرب الخاطفة ضد إيران أو غيرها ممكنة. حرب الأيام، أو قل الساعات الستة انتهت. الحرب في جنوب لبنان في تموز 2006م مكثت 30 يومًا، وحرب الفرقان على غزة 2009 مكثت 22 يومًا. من يدخل الحرب الموسعة اليوم لا يعرف كيف سيخرج منها؟! ومتى ستنتهي؟! وما تداعياتها؟!. سؤال غزة بات سؤالاً محيّرًا لقادة دولة الاحتلال. لا توجد عندهم على مستوى القيادة العسكرية والسياسية جوابًا حقيقيًا عن سؤال غزة. ما نسمعه في وسائل الإعلام حول الاجتياح الموسع وقتل القادة هو جواب إعلامي متكرر حتى الآن. في ظل انتخابات صهيونية داخلية محتدمة يقودها الخوف الأمني، والقلق الوجودي، وحساب المآلات، يتسابق المتنافسون لرفع سقف الأجوبة الإعلامية، بينما هم محتارون، ومختلفون حول سؤال غزة. ربما كانت إيران تحيِّر قادة الاحتلال بسبب امتلاكها قوة صاروخية مدمرة، يمكن أن تغطي في ساعة واحدة كافة أنحاء فلسطين المحتلة. غير أن غزة تبعث على حيرة أكبر، لا لامتلاك غزة سلاحًا دفاعيًا قد يصل إلى تل أبيب، وإنما لأن غزة تملك إرادة قتال دفاعية عالية، وتمتلك كرامة وطنية مقاتلة هذا من ناحية، ونمتلك من ناحية أخرى شبكة أمان وفَّرها الرئيس محمد مرسي رئيس أكبر دولة عربية ومجاورة لغزة بقوله (ليلة عرفة): (لن نسمح بحرب جديدة على غزة، والدم الفلسطيني دمنا، والماضي انتهى). شبكة الأمان هذه لم تكن قبل الرئيس محمد مرسي، بل كان عكسها متوفرًا، كان أبو الغيط يهدد غزة بلسان (إسرائيل). شبكة أمان مرسي مهمة ويجب على غزة الإفادة منها بذكاء. وشبكة أمان الشعوب في دول الربيع العربي مهمة وخطرة، و(إسرائيل) تشعر بقلق كبير من شبكة الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا، وتخشى أكثر من تأثيرها على ساحات الإصلاح في الأردن والمغرب العربي، حيث لا تحتمل هذه الساحات حربًا واسعة على غزة، وردود شعبية في عواصم الربيع العربي، دون أن يحدث مثيلاً لها في عواصم بلادهم. ثمة كوابح عديدة لقرار الحرب الواسعة ضد غزة. ولكن هذه الكوابح غير متوفرة بالقدر نفسه لعمليات الاغتيال الانتقائية، أو للتوغلات المحدودة، لذا يلزم غزة أن تدير أمرها بحكمة، بحيث تستبقي سؤال غزة محيرًا وبلا إجابة شافية. بعض وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية تخدم أحيانًا الرؤية الصهيونية والألسنة الطويلة في (إسرائيل) من حيث تدري أولا تدري ببث الخوف في الأهالي تحت مبدأ الحذر والاحتياط. الحذر جيد والاحتياط واجب، ولكن تخويف المجتمع الغزي وتوتيره ليس جيدًا وليس مطلوبًا، ولنستبقي سؤال غزة المخيف بتداعياته ومآلاته قائمًا، لأن غزة ليست لقمة سائغة، والحرب الموسعة ليست جوابًا، وشبكة الأمان التي ألقاها مرسي على غزة تستحق الشكر.