يشير التحليل الإسرائيلي لتأثير النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية الأمريكية على الشرق الأوسط إلى حرص الرئيس الحالي، دونالد ترامب، على تحقيق إنجازات سياسية، ما قد يؤدي به لنشوب توتر مع إسرائيل، في حين أن الأخيرة مدعوة للاستعداد لضغوط سياسية متوقعة خلال ولاية جو بايدن، إن فاز في الانتخابات.
لا يستبعد الإسرائيليون احتمال فوز مفاجئ لترامب، بل يدعمون ذلك، رغم أن الاستطلاعات تمنح بايدن فرصة الفوز، مع أن لديه سجلًا حافلًا كداعم واضح لـ"إسرائيل"، وفي حال بقي نتنياهو على موقفه المتشدد، فمن المتوقع حدوث خلاف معه، مع أن خلفية بايدن وشخصيته تشيران لتمتعه بالمهارات الرئاسية، بعكس ترامب الذي لم يتعامل في أي مجال سابق بعمق.
بالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين، تتوقع المحافل الإسرائيلية حدوث مواجهة بين تل أبيب بايدن، الذي لديه عقود من الاتصالات مع "إسرائيل" ورؤساء وزرائها، وسيحاول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، دون توقعات بحدوث انفراج، لكن سيكون هناك جهد، ما سيثير احتكاكًا مع اليمين الإسرائيلي.
وفي حال تولى الديمقراطيون السلطة في واشنطن، فمن المتوقع أن يعيدوا طرح المساعدات الأمريكية المقدمة لـ"إسرائيل"، وهناك قلة في الحزب الديمقراطي وضعوا شرطًا غير مسبوق، يتمثل بربط التقدم بالمفاوضات مع الفلسطينيين مع استمرار تقديم المساعدات الأمريكية، صحيح أن بايدن لن يسير بهذا الاتجاه، لكن سيكون هناك ضغط في الكونغرس.
هناك مجموعة صغيرة داخل الحزب الديمقراطي تنتقد "إسرائيل" بشدة، ويمكن القول بوضوح إنها معادية لها، وهذه أقلية فيه، لكنها متنامية، ويفهم الإسرائيليون أنه في الحزب الديمقراطي لا يوجد تراجع في دعمهم، والمهم بالنسبة لهم هو حصولهم على دعم الحزبين؛ لأنه لا يمكنها تحمل أي انهيار جليدي في هذا الدعم، لأنه وجودي بالنسبة لهم.
يبدأ الدعم الأمريكي بأنظمة الجيش الإسرائيلي، وينتهي بدعم "إسرائيل" في المحافل الدولية، ولولا الفيتو الأمريكي، لخضعت لعقوبات شاملة منذ عقود، والتخوف قائم من حدوث انهيار في جانب دعم واشنطن لها.
الاحتمال الإسرائيلي الأقل ترجيحًا لفوز ترامب يشير أنه إذا تم إعادة انتخابه، فسيكون الأمر أكثر ملاءمة لـ"إسرائيل" على المدى القصير، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أنه من النوع الذي لا يمكن الثقة فيه، والاعتماد عليه، ما يهمه نفسه، وفي الولاية الثانية، سيرغب بشدة في الحصول على جائزة نوبل التي لم يحصل عليها في الولاية الأولى.
التلخيص الإسرائيلي لفترة رئاسة ترامب الأولى تشير إلى أن بعض المجالات حقق فيها أداء جيدًا مع تل أبيب، لكنه رجل لا يمكن البناء على تفكيره المنظم والمستمر، فقد يقلب بشرته في ثانية واحدة رغبة بتحقيق أطماعه، أملًا بأن يكون الشخص الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط، وإنجاز التسوية مع الإيرانيين.