نشرت مجلة "سانتي بلوس" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه، عن كيفية تعلم قول "لا" للأطفال، حتى لا يصبحوا مدللين ولا يحترمونك أبدا.
وقالت المجلة، في تقريرها، إن اعتقاد الوالدين أن موافقتهما على كل ما يطلبه الطفل تجعل مهمة تربيته سهلة وخاطئة ولها نتائج عكسية، لأن هذه العادة من شأنها أن تجعل الطفل مدللا. وعدم قدرة الوالدين على رفض مطالب الطفل عند الضرورة، قد يعرضه للارتباك ويجعله غير قادر على التعامل مع الإحباط الناتج عن عدم الحصول على ما يريده.
نوبات الغضب وحاجة الطفل للوعي
يخاف جميع الآباء من نوبات غضب أطفالهم، خاصة عندما تحدث في الأماكن العامة. وغالبا ما يشير هذا السلوك إلى أن الطفل مدلل، وهي ميزة نتغاضى عنها لأننا نريد أحيانا أن يهدأ أطفالنا بأي وسيلة. وبشكل أكثر دقة، إذا كان الطفل يعاني من نوبة غضب فليس بالضرورة لأنه مدلل، بل يعتمد هذا الأمر على العمر أيضا وطريقة تعامل الوالدين معه.
وبينت المجلة أنه من المهم أن يعرف الطفل حدوده ويفهم الطريقة التي ينبغي أن يتصرف بها. وبدلا من منعه من القيام بأمر ما، فإنه سيكون من الأفضل مساعدته على تطوير وعي كاف. بهذه الطريقة، سيعرف أن قدراته وعمره هو ما يوجه أفعاله.
وحسب المتخصصة في التربية فيوليتا ألكوسير فإن "ما نريد تحقيقه هو أن يكون لدى الطفل رغبة حقيقية في التعاون دون تهديده بالعقاب أو إغرائه بالمكافأة. وهذا يعني أن يتوصل الطفل إلى تقويم سلوكه بشكل ذاتي دون الاعتماد على المراقبة المستمرة". وإذا كان الطفل قادرا على استيعاب القيم التي قرر احترامها، فإنه يصبح وصيا على نفسه بمرور الوقت.
وضع الحدود
أشارت المجلة إلى أن المثل القائل "تنتهي حريتك حين تبدأ حرية غيرك" تنطبق أيضا على الأطفال. فإذا كانت لدى الطفل علاقة جيدة وطبيعية مع نفسه، فمن الطبيعي أن يفعل الشيء نفسه مع الآخرين.
في المقام الأول، يفترض وضع حدود للطفل معرفة كيفية الجمع بين احتياجاتك واحتياجاته في كنف الانسجام. وينبغي أخذ توقعات كلا الطرفين بعين الاعتبار عند وضع الحدود، وهو ما شددت عليه الأخصائية فيوليتا ألكوسير.
قول "لا" قد يكون غير كاف
نبهت المجلة إلى أن قول كلمة "لا" دون مبرر ليس حلا مثاليا، ومن المهم أن يتذكر الوالدان الفرق بين تعليم الطفل احترامهما وبين إجباره على طاعتهما والخوف منهما. في المقابل، يجب استخدام عبارة "لا" عندما يكون سلوك الطفل غير متوافق مع ما نعتبره قيم الاحترام. وفي هذه الحالة، ينبغي أن يراجع الوالدان بعض الأخطاء التي يمكن أن يرتكباها أمام الطفل وتؤثر سلبا على سلوكه.
التواصل لضمان التفاهم
وأوضحت المجلة أن إظهار الحنان حالة ذهنية ينبغي على الوالدين منحها الأولوية، وذلك وفقا لتوصية الكاتبة روزا جوف. وهي تقنية تساعد على التعامل مع نوبات غضب الطفل، مع ضرورة ضبط النفس والتحلي بالصبر. عليك مراقبة نفسك وتحديد المواقف التي تجعلك غاضبا والتي يصعب عليك التعامل معها. ومن المهم أن تكون قادرا على رؤية نقاط ضعف طفلك حتى تتمكن من شرح سبب عدم تمكنه من الحصول على شيء ما. وتؤكد الخبيرة على ضرورة تذكيره بحبك له رغم الخلاف بينكما.