أعلنت الولايات المتحدة، أمس، أنّ مواطنيها المولودين في القدس سيكون بوسعهم إدراج إسرائيل على أنها مكان ميلادهم، بعد أن اعترف الرئيس دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمةً لإسرائيل.
ويدرج الأميركيون المولودون في المدينة ببساطة في جوازات سفرهم "القدس" دون تحديد الدولة، وبات الآن بإمكان الأميركيين المولودين في القدس، وبأثر فوري، أن يختاروا مكان ميلادهم دولة إسرائيل، وإلا فإن جوازات سفرهم ستظل تحمل اسم القدس فقط؟
يأتي هذا الإعلان قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي عزز فيها ترامب دعمه الثابت لإسرائيل، وهي قضية أساسية بالنسبة لقاعدته المسيحية الإنجيلية.
وخلال عامه الأول في منصبه، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية إليها، ما زج بالولايات المتحدة في خلاف مع دول أخرى عديدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع الإعلان عن تغييرات جواز السفر إن "الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومقر حكومتها لكنها تواصل عدم اتخاذ موقف بشأن حدود السيادة الإسرائيلية في القدس".
وتابع: "يبقى هذا الأمر خاضعاً لمفاوضات الوضع النهائي بين الطرفين".
وعادة تُسجّل كلمة القدس لمواليدها في جواز السفر الأميركي، لا إسرائيل أو الأراضي الفلسطينيّة.
وقال بومبيو: إن القرار يأتي بعدما اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ"القدس الموحّدة عاصمةً لإسرائيل"، وزعم أن الولايات المتحدة لا تصدر موقفاً تجاه الحدود السياديّة الإسرائيليّة في القدس، قائلاً: إن هذا الموضوع "قابل للتفاوض".
وتابع بومبيو إنّ الولايات المتحدة "ملزمة بالوصول إلى اتفاق سلام"، وإنّ "صفقة القرن" تشكّل طريقاً للسلام، داعياً الفلسطينيين "إلى العودة" إلى طاولة المفاوضات.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد ألغت في حزيران من العام 2015 قانوناً أجاز للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس تسجيل إسرائيل بوصفها الدولة التي تقع فيها هذه المدينة في جوازات سفرهم.
ورأت المحكمة العليا الأميركية، حينها، أن رئيس الولايات المتحدة وليس الكونغرس له "السلطة الحصرية بالاعتراف بسيادة أجنبية" ويعود له القرار بالنسبة لوضع القدس على جواز سفر.
وسبق لبومبيو أن صرّح في أيلول 2019 بأن وزارته تراجع "باستمرار مسألة تسجيل جواز السفر ونفكر في إجراء هذا التغيير"، وأشار حينها إلى أن إدارة ترامب تدرس السماح للمواطنين الأميركيين المولودين في مدينة القدس، بتسجيل مكان ولادتهم "القدس، إسرائيل"، عند استصدار وثائق رسمية من بينها جواز السفر.
وأشار موقع "بوليتيكو" الأميركي إلى أن السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، كان من أبرز المتحمسين للخطوة.
من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية القرار، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: "إن القدس الشرقية أرض محتلة، وإن تصريحات بومبيو مرفوضة وتشكل خرقاً سافراً للقوانين الدولية والشرعية الدولية".
وأضاف: إن "القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خط أحمر، وهي جوهر الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
