تسود حالة من الترقب والقلق الأوساط السياسية في "إسرائيل"، تحسباً لإقدام مصر والأردن على اتخاذ قرار بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، في أعقاب القرار الذي اتخذته تركيا، ردًا على رفض "إسرائيل" الاعتذار عن مقتل تسعة ناشطين أتراك في الهجوم على "أسطول الحرية" في العام الماضي. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن "آلون ليال" مدير عام الخارجية, والمفوض الإسرائيلي الأسبق بتركيا، تحذيراته من أن ما فعلته تركيا في أعقاب صدور تقرير الأمم المتحدة حول الهجوم على أسطول المساعدات الإنسانية "سيدفع دولاً مثل مصر والأردن إلى طرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع الدولة العبرية". وأضاف أن القرار التركي بطرد السفير جاء بعد أيام من قيام المصريين من إنزال العلم الإسرائيلي من فوق مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وإحراقه، وأن المصريين تلقوا رسالة جديدة من هذا الأمر وهو قيام أنقرة بخلع السفير الإسرائيلي, متسائلا ًعمّا إذا كان أمر كهذا سيكون له تأثيره على العلاقات مع القاهرة. وقال الدبلوماسي الإسرائيلي الأسبق،:" إنه إذا ما أقدمت مصر والأردن على طرد السفير الإسرائيلي لديهما فلن يكون لـ"إسرائيل" سفراء بالشرق الأوسط. وأوضح أن "إسرائيل" كان لديها حل بالاعتذار عن مقتل النشطاء الأتراك لكنه أصبح متأخراً الآن في وقت يؤمن فيه وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" بأن التنازل عن الشرق الأوسط ضروري". من ناحيته، توقع "شلومو بن عامي"، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أن يكون للقرار التركي بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة تداعياته على علاقات السلام البارد بين مصر و(إسرائيل). وتابع: "ما فعلته تركيا سيجعل السلام البارد مع مصر يتجمد أكثر فليس هناك فرق من سينجح في الانتخابات المقبلة في مصر، ومضى قائلاً: الأتراك لا يفكرون في معاملتنا باحترام، لقد افترضوا أنه بسبب المشاكل التي بيننا وبين مصر سنكون مستعدين لدفع الثمن الذي يطالبوننا به". يذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة- الحاكم في مصر- أكد عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك التزامه بمعاهدة السلام مع(إسرائيل)، إلا أن مرشحين محتملين للرئاسة أكدوا عزمهم طرح المعاهدة للاستفتاء الشعبي حال فوزهم في الانتخابات. وفي أعقاب الهجوم الذي أدى إلى مقتل خمسة جنود مصريين على الشريط الحدودي مع (إسرائيل) في 18 أغسطس، أعلن بيان صدر عن مجلس الوزراء باستدعاء سفير مصر (بتل أبيب) إلا أن تقارير لاحقة أكدت أن قرارًا بهذا الشأن لم يصدر وأن الأمر نجم عن خطأ، فيما اعتبرت مصر رد الفعل الإسرائيلي بإبداء الأسف وتشكيل لجنة تحقيق مشترك مع (إسرائيل) حول الحادث غير كاف.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.