قال محلل عسكري إسرائيلي؛ إن الصواريخ التي تم إطلاقها على أسدود وعسقلان الليلة الماضية أرادت إيذاء إسرائيل، رغم تهديد الأخيرة بكسر هيبة حماس عبر التلويح بأن الرد سيكون مؤلما ومضرا بشكل خاص لقوتها العسكرية.
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "تلك الصواريخ المنطلقة من غزة باتجاه إسرائيل كانت كبيرة نسبيا، ومصنّعة ذاتيا في القطاع، ومن ثم فهي أيضا غير دقيقة، وتشير مؤشرات كثيرة إلى أن مطلقي الصواريخ أرادوا إصابة مدينة شمال أسدود، إضافة لقصفها مع عسقلان، ولكن تم اعتراضها بواسطة بطارية القبة الحديدية، فسقطت بمناطق مكشوفة دون التسبب بأضرار".
وأكد أنه "على الأرجح أن الصواريخ طارت باتجاه أهدافها بمسار غير تقليدي ربما بشكل متعمد، ويمكن الاستنتاج من كل هذا أن غزة تحاول تحدي قدرات القبة الحديدية بطرق مختلفة، كما يمكن تقدير أن إطلاق النار وقع بسبب العواصف والطقس الماطر الذي ساد قطاع غزة والسهل الساحلي".
وأوضح أن "سكان غزة، على الأقل من أطلقوا الصواريخ، لم يدركوا أن القوات الجوية الإسرائيلية لديها القدرة على ضرب الأهداف بدقة كبيرة، سواء في العمق أو الطقس الغائم والماطر، رغم أنهم يعرفون مسبقا أن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا جسيمة بالمنشآت العسكرية، بما فيها الأنفاق، رغم أنه في ضوء أيديولوجية حماس، فإن تهدئة طويلة الأمد غير ممكنة".
وأكد أن "الأولوية القصوى الآن لدى حماس وإسرائيل هي تحقيق الهدوء، خاصة مع تجسّد الخوف من تفشي فيروس كورونا بشكل خطير في غزة وإسرائيل، ولهذه الأسباب، فإن حماس معنية بعدم التصعيد مع إسرائيل الآن، ويمكن تقدير أنه رغم الضربة الليلة الماضية، فمن المرجح أن تمضي حماس للأمام، وألا تنجر إلى التصعيد، وسيضغط الوسطاء المصريون على حماس لعدم الرد".
يوآف ليمور الخبير العسكري الإسرائيلي زعم أنه "بدون التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس، فإنه يمكن لهما الوصول إلى مواجهة مسلحة، وصحيح أن قطاع غزة مستعد لدفع تكاليف المشاريع الاقتصادية طويلة الأجل بهدوء، لكنه لا يُتوقع أن تشمل هذه الخطوة الإسرائيلية عودة الأسرى الإسرائيليين، أو نزع سلاح حماس".
وأضاف في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "حماس غير معنية بالمواجهة، وستفعل أي شيء لتفاديها، رغم تنشيطها للبالونات الحارقة، والمظاهرات الحدودية، واعتبرت كل هذه الوسائل مشروعة مصممة لتحقيق الهدف النهائي، وهو فك الحصار عن غزة، كما أن حماس المعنية بالتهدئة، لم تغير هدفها الاستراتيجي المتمثل بتدمير إسرائيل، لكن الطريق إليه هو التنازلات التكتيكية المؤقتة".
وأشار إلى أن "التحدي الرئيسي أمام حماس يتمثل بأنها تدرك أن غزة فقيرة وضعيفة للغاية، وفي الوقت ذاته فهي تسعى لتعزيزها اقتصاديا وعسكريا، وهذان هما هدفا حماس الرئيسيان، الأول اقتصاديٌّ؛ بإعادة تأهيل القطاع، ورفع المستوى المعيشي لسكانه، والثاني التحشيد العسكري عبر الاستمرار بالتكثيف من أجل إدارة المواجهة بشكل أفضل مع إسرائيل في أي حملة مستقبلية".
وشرح قائلا بأن "هناك ثلاث فوائد لإنجاز تهدئة مع حماس، أولها سلام طويل الأمد لمستوطني غلاف غزة، وثانيها زيادة في مستوى معيشة الفلسطينيين في غزة، وثالثها تقليل اعتماد غزة على إسرائيل، خاصة في الطاقة والبنية التحتية، رغم أن هذه الخطوة لها عيبان رئيسيان، أولهما أنها لا تشمل حل مشكلة الأسرى الإسرائيليين، وثانيهما استمرار تعزيز قوة حماس العسكرية، بطريقة قد تعرض إسرائيل للخطر في المستقبل".
وختم بالقول بأنه "بين هذه الإيجابيات والسلبيات، ستستمر حماس وإسرائيل في المناورة في المستقبل القريب، في محاولة للتوصل لاتفاق، وإذا لم ينجحا بإنجازه، فقد تعود حماس لمسارها المألوف، وتختار العمل المسلح لتحقيق أهدافها".