انتهت الجولة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني برعاية مصرية وسيبدأ الطرفين في التحضير للجولة القادمة والتي لن تطول كثيرا لأن الصهاينة عادة لا يلتزمون بالاتفاقيات التي يوقعون عليها وهذا ما قاله الله تعالي في صورة البقرة "أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون" (100) ولكن في نهاية الجولة تم الاتفاق على وقف النار المتبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال وفق شروط المقاومة التي أعلنها خالد مشعل في القاهرة قبل عدة أيام. ولكن ما نتائج هذه الجولة من الإرهاب الصهيوني وهل حقق الصهاينة أهدافهم التي أعلنوها سابقا وخلال العدوان، صحيح أن الاحتلال قام بعملية اغتيال للشهيد القائد احمد الجعبري وظن أن هذه العملية ستمر مرور الكرام مع بعض الأعمال من قبل المقاومة وتنتهي بالتسليم للاحتلال بعمليته؛ ولكن المقاومة كان في جعبته ردا مختلفا هذا الرد كان واضحا من خلال عمليات القصف التي وصلت حدود تل الربيع ( تل أبيب ) ومحيط مدينة القدس الأمر الذي إربك الجبهة الداخلية وإربك القيادة السياسية والعسكرية الأمر الذي جعل العدو يركز على عمليات قصف المنازل واغتيال الأطفال عبر استهداف المنازل وتدميرها على رؤوس أصحابها. المقاومة اثبت أنها أكثر تكتيكا من الاحتلال الصهيوني واصدق فيما تحدثت عنه ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو وبارك في اليوم الأول وأكد فيه بارك أنه تم تدمير 80% من القدرة الصاروخية للمقاومة وذكر تحديدا صواريخ فجر 5 وما هي إلا لحظات وإذا بالصواريخ تسقط على تل الربيع ( تل أبيب) وعلى القدس ما أكد أن الاحتلال مارس كذبا واضحا واستمر في الكذب والتضليل حتى اللحظة الأخيرة وقبل اتفاق التهدئة. إعلاميا نجح الفلسطينيون في إدارة المعركة وحققوا نتائج جعلت المحتل يستهدف الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الصحفية ما أدى إلى استشهاد المصورين محمود الكومي وحسام سلامة من فضائية الأقصى بعد أن تم استهداف سيارتهما، كما استهدف الشهيد محمد أبو عيشة من اذاعة القدس التعليمية وقصف الاحتلال أبراج تواجد الصحفيين والإعلاميين برج شوا وحصري مستهدفا فضائية القدس ما أدى إلى إصابة سبعة من الصحفيين أحدهم بترت قدمه، كما قصف المحتل مكتب الثريا الذي تصدر عنها مجلة السعادة كما قصف الاحتلال في اليوم الأخير من العدوان مكتب الجيل للصحافة الذي يتبع لنا ما أدى إلى حدوث تدمير في كافة الأماكن التي حدث فيها القصف، كل ذلك حتى يطمس الحقيقة التي نقلها الإعلام الفلسطيني وفضحت جرائمه وإرهابه وقتله بحق الأطفال والبيوت والمدنيين، فكانت الحملة المسعورة على الإعلام والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية. شهدت الجولة وحدة موقف لقوى المقاومة وتفاهمات بينها بشكل كان واضحا الأمر الذي فرض معادلة جديدة من قبل المقاومة على الاحتلال الذي فقد كثير من أوراقه ويجب أن يؤسس لحالة جديدة يجب أن تبقى حاضرة وان تكون نقطة انطلاق للمرحلة القادمة من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة حتى يتم رسم إستراتيجية في المواجهة القادمة مع الاحتلال، وعلى المقاومة في نفس الوقت أن تعمل على تطوير قدراتها وان تعمل على امتلاك كل ما يمكن ان تدافع به عن شعبها وان تتصدي فيه لأي عدوان من قبل الاحتلال الذي لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة وهو يتميز بالخبث والغدر فلا يؤمن جانبه. اليوم وبعد ما حققته المقاومة من إنجاز أرغم العدو على الاستسلام لمطالب المقاومة مطلوب استثمار هذا الانجاز والعمل على لم الشمل وإعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والعمل على إعادة تقييم المرحلة السابقة من كافة القوى وعلى رأسها فتح وحماس وأن يكون المنطلق مصلحة الشعب الفلسطيني العليا وبناء إستراتيجية تتلاءم مع المرحلة الجديدة والمعادلة التي فرضتها المقاومة واستثمار حالة التغييرات التي بدت واضحة في المنطقة والعمل على المساهمة في بناء الخارطة السياسية الآخذة بالتشكل بعد ثورات الربيع العربي. إن ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وشهداء وما حققته المقاومة من انجازات هو شهادة تقدير واضحة للشعب الفلسطيني الذي وقف في وجه العدوان ورفض الاستسلام وتحمل مع مجاهديه المسئولية بجدار وحافظ على رباطة جأشه وافشل ما خطط له الاحتلال من ضرب الجبهة الداخلية من خلال الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال مستغلا القرصنة على وسائل الإعلام أو من خلال إلقاء المنشورات على السكان، ولكن فشل في تحقيق ما سعى إليه. رحم الله الشهداء وجعلهم في عليين، وتقبل الله من المقاومة جهدها ومن الشعب الفلسطيني صبره وصموده، ونرجو الله أن يجمع شملنا ويوحد صفنا ويعزز نصرنا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.