8.34°القدس
8.1°رام الله
7.19°الخليل
12.44°غزة
8.34° القدس
رام الله8.1°
الخليل7.19°
غزة12.44°
الأحد 29 ديسمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.69

خبر: حق لحماس أن تحتفل بالنصر

ما من شك أن الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية في معركة "حجارة السجيل"، هو بمثابة انتصار وتمكين للشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة التحرير ضد الاحتلال منذ ستة عقود ونصف، استطاع خلالها شعبنا أن يتنقل بين مراحل الانتصار مرحلة تتلوها أخرى دون تراجع أو انكسار. ولئن كان الشعب الفلسطيني اليوم بكل أطيافه السياسية يحتفل بهذا الانتصار على اعتبار أن الدم الفلسطيني الموحد هو الذي ثبت وانتصر، فإن الانتصار بالنسبة لحركة حماس وقيادتها وكتائبها يعد انتصار ذو طعم خاص، فهي تحتفل اليوم مع شعبها بهذا الانتصار الكبير، وهي أيضاً تحتفل أنها استطاعت أن توفي ما عاهدت عليه الجماهير الفلسطينية والإسلامية وكل أحرار العالم، بعد حرب الفرقان عندما قالت:" أن أي جولة من جولات المواجهة القادمة، فإن حماس هي من ستكتب بيان النصر، وهي من سيحدد موعد نهاية المواجهة". حماس انتصرت بكل المقاييس وعلى كل المستويات، فهي اليوم تنتصر في ميدان المواجهة المباشرة مع الاحتلال، من خلال تحقيق توازن الرعب ورد الهجمة بالهجمة، والضرب في عمق الكيان، وهي في المقابل تحقق انتصاراً من نوع أخر يحمل معه عدة دلالات مهمة، عندما تفرض شروطها على الاحتلال من خلال التهدئة التي أُعلنت. فحماس استطاعت أن تحقق وعود قطعتها على نفسها، ظن البعض أنها لن تتحقق، لكنها مع كل جولة من جولات المواجهة تثبت قيادة حماس أن تحقيق العهود قد لا يكون دفعة واحدة، لكنه سيتحقق. حماس عاهدت شعبنا أن تمزج بين البناء والمقاومة، وبين العمل السياسي والعمل الجهادي، لكن المتابع للوضع بشكل ظاهري يرى ان حماس انشغلت بالسياسة والحكم عن المقاومة، فكانت معركة " حجارة السجيل" لتثبت عكس ذلك، وأن صمت حماس كان إعداداً وأي إعداد. حماس كسرت نظرية العربي المنهزم، خلال حرب الفرقان عندما أدخلت نظرية جديدة وهي نظرية الصبر والثبات والمواجهة، والمحافظة على المكتسبات التي كانت بين يدي المقاومة في ذلك الوقت وهو " الجندي شاليط". حماس استطاعت عام 2011 أن تحطم نظرية أخرى كان الاحتلال يوهم العالم بها، وهي أنها لا تفاوض "الارهاب" ولا تطلق سراح من تلطخت أياديهم بالدماء ولا تقبل المساومة أو الرضوخ لشروط الفصائل الفلسطينية، لكن صفقة "وفاء الأحرار" أثبتت أن كل هذه النظريات هي وهم ، وأن صمود المفاوض الفلسطيني المدعوم بقوة المقاومة كفيلة بتحقيق الانتصار. وحماس اليوم وعبر "حجارة السجيل" تحطم نظرية توازن الرعب عندما تدك قلب الكيان، وتعيد مجد العمليات الاستشهادية، وتضع خمسة ملايين صهيوني تحت مرمى صواريخها المباركة، وتحرك الانتفاضة في الضفة والقدس، وتجعل الكيان يستجدي العالم كله من أجل الحصول على تهدئة ووقف لإطلاق النار، ثم تأتي حماس لتحقق انتصاراً أخر في الشق السياسي، عبر فرض شروطها على التهدئة بكل قوة. ويبدو أن التهدئة التي حصلت عليها المقاومة الفلسطينية اليوم وفق شروطها وبضمانات دولية، تعتبر فرصة تاريخية للمقاومة من أجل استكمال مشوار البناء لقدراتها العسكرية، وهو ما يدفعني للقول إن المطلوب من المقاومة أن تحافظ على هذه التهدئة على الاقل "خمسة أعوام" من أجل أن تحقق نظرية " اليوم نغزوهم ولا يغزونا " في أي جولة قادمة. وإن هذه السنوات الخمس أراها فرصة مناسبة من أجل استعادة وحدة الأرض والشعب وإعادة بناء البيت الداخلي الفلسطيني على قاعدة أن "فلسطين أكبر منا جميعاً" وعلى قاعدة " عمل سياسي تحميه مقاومة قوية"، وأن نعيد ترتيب بيتنا الداخلي، وتوحيد العمل المقاوم وفق رؤية مشتركة، وتحضير جبهتنا الداخلية لمعركة التحرير القادمة بإذن الله تعالى. وأرى أن هذه السنوات الخمس من عمر التهدئة التي أتمنى أن تستمر، سيكون معها تحقيق نبوءة الشيخ الشهيد " أحمد ياسين" رحمه الله عندما قال إن العام 2017 سيكون بداية التحرير الشامل لفلسطين.