قدر الخبراء أن البقايا المحفوظة بطريقة جيدة لحوت يبلغ طوله 39 قدما (12 مترا) تم اكتشافه في تايلاند، يبلغ عمرها ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف عام.
ووجد الباحثون العظام المتحجرة جزئيا، والتي تنتمي إلى حوت بريدي، على بعد نحو 7.5 ميلا (12 كم) من الساحل في ساموت ساخون، غرب بانكوك.
وتعيش حيتان بريدي، التي يمكن أن يصل وزنها إلى ما بين 13 و28 طنا، في البحار الاستوائية والمعتدلة الدافئة في جميع أنحاء العالم ولا تزال موجودة في المياه حول تايلاند اليوم.
وعلى مدى 10 آلاف عام الماضية، أدى النشاط التكتوني إلى رفع مستوى الأرض بالنسبة إلى مستوى سطح البحر بنحو 13 قدما (4 أمتار)، وهذا يفسر كيف انتهى المطاف بالحوت على اليابسة.
وقال الباحث في الثدييات ماركوس تشوا من جامعة سنغافورة الوطنية لشبكة "بي بي سي" إن العظام المحفوظة بشكل استثنائي تمثل "اكتشافا نادرا".
وأوضح الباحث "هناك عدد قليل من الأحافير الفرعية للحيتان في آسيا"، مع وجود عدد أقل "في مثل هذه الحالة الجيدة".
وشارك وزير البيئة التايلاندي، فاراوت سيلبا-أرتشا، صور الهيكل العظمي للحوت على "فيسبوك"، حيث تم استخراج نحو أربعة أخماس البقايا بعناية من الطين المحيط بواسطة باحثين من الإدارات التايلاندية للموارد المعدنية والبحرية والساحلية.
ويشتمل الهيكل العظمي على رأس يبلغ طوله 10 أقدام تقريبا (3 أمتار)، جنبا إلى جنب مع الزعانف والأضلاع والفقرات.
واكتشف الباحثون أيضا بقايا أخرى، بما في ذلك سرطان البحر وأسنان سمك القرش وسمك الراي اللاسع.
وسيتم قريبا تحديد تاريخ عظام الحوت بالكربون لتوفير تقدير أكثر دقة لعمره، ومن المتوقع أن تظهر النتائج الشهر المقبل.
ووفقا للسيد تشوا، فإن الاكتشاف سيساعد الباحثين على فهم أفضل لكيفية عيش حيتان برايد منذ آلاف السنين، ويكشف كيف اختلفوا في الماضي.
وقال لـ"بي بي سي" إن البقايا ستسلط الضوء أيضا على "الظروف البيولوجية والجيولوجية القديمة في ذلك الوقت، بما في ذلك تقدير مستوى سطح البحر وأنواع الرواسب والمجتمعات البيولوجية المعاصرة."
مضيفا: "هذا الاكتشاف سيوفر نافذة على الماضي بمجرد تأريخ الهيكل العظمي".