يعتبر لقاح الانفلونزا الموسمي من خطوط الدفاع الخارجية التي يلجأ إليها عدد كبير من الاشخاص الذين يعانون من أمراض صدرية أو مشكلات في التنفس بحيث يتعرضون لمضاعفات قوية عند الإصابة بفيروس الانفلونزا الموسمي.
ونشرت منظمة الصحة العالمية عبر صفحتها أن لقاح الموسمي هو عبارة عن تطعيم للحماية من الأمراض الضارة قبل أن يصاب بها الشخص، من خلال استخدام الدفاعات الطبيعية للجسم لبناء مقاومة لعدوى معينة وتقوية جهاز المناعة، حيث تعمل اللقاحات على تدريب جهاز المناعة لدى الانسان على تكوين أجسام مضادة، تماماً كما يحدث عند تعرضه لمرض ما.
ونظراً إلى أن اللقاحات تحتوي فقط على أشكال ضعيفة من الجراثيم والفيروسات أو البكتيريا ، فإنها لا تسبب المرض أو التعرض لخطر مضاعفاته؛ وفي معظم الأحيان تُعطى اللقاحات عن طريق الحقن، لكن بعضها يُعطى عن طريق الفم أو يُرش في الأنف.
والسؤال المطروح، كيف تعمل لقاحات الانفلونزا؟
تتسبب لقاحات الإنفلونزا في تكوين الأجسام المضادة في الجسم بعد حوالي أسبوعين من التطعيم، يعتبر توفر هذه الأجسام المضادة الحماية من العدوى بالفيروسات المستخدمة في صنع اللقاح، ويقي لقاح الانفلونزا الموسمية من فيروسات الانفلونزا التي تشير الأبحاث إلى أنها ستكون أكثر شيوعاً خلال الموسم المقبل، وتحمي معظم لقاحات الإنفلونزا في الولايات المتحدة من أربعة فيروسات مختلفة للإنفلونزا (رباعي التكافؤ)، فيروس الأنفلونزا A (H1N1) ، وفيروس الأنفلونزا A (H3N2) ، واثنان من فيروسات الأنفلونزا B و هناك أيضاً بعض لقاحات الإنفلونزا التي تحمي من ثلاثة فيروسات مختلفة للإنفلونزا (ثلاثية التكافؤ)، فيروس الأنفلونزا A (H1N1) وفيروس الأنفلونزا A (H3N2) وفيروس الأنفلونزا B، تم ابتكار اثنين من اللقاحات ثلاثية التكافؤ خصيصاً للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر لإنشاء استجابة مناعية أقوى، وفق ما نشره موقع مركز مكافحة الأمراض (CDC).
هل هنالك فئات ممنوعة من تلقي اللقاح؟
تمت الموافقة على استخدام لقاحات الأنفلونزا المختلفة في مختلف الفئات العمرية بالإضافة إلى ذلك ، لا ينصح ببعض اللقاحات لمجموعات معينة من الناس، فالعوامل التي يمكن أن تحدد مدى ملاءمة الشخص للتطعيم، تشمل عمر الشخص وصحته (الحالية والسابقة) وأي حساسية تجاه لقاح الإنفلونزا أو مكوناته.
ويجب أن تحصل على لقاح الإنفلونزا قبل أن تبدأ فيروسات الإنفلونزا في الانتشار في بيئتك المحيطة، ويستغرق الأمر حوالي أسبوعين بعد التطعيم حتى تتطور الأجسام المضادة في الجسم وتتوفر الحماية ضد الإنفلونزا.
هل تحتاج إلى تناول اللقاح بشكل سنوي؟
لقاح الانفلونزا مطلوب كل موسم لسببين:
أولاً، تنخفض الحماية المناعية للشخص من التطعيم بمرور الوقت ، لذلك يلزم لقاح سنوي لتوفير الحماية المثلى.
ثانيًا، نظرًا لأن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، فقد يتم تحديث لقاحات من موسم إلى آخر للحماية من الفيروسات التي تشير الأبحاث إلى أنها قد تكون أكثر شيوعًا خلال موسم الإنفلونزا القادم، بعد انتشار فيروس (كورونا).
ماذا لو كانت الفيروسات المنتشرة وفيروسات اللقاح مختلفة؟
خلال المواسم التي يكون فيها واحد أو أكثر من الفيروسات المنتشرة مختلفًا عن فيروسات اللقاح، يمكن تقليل فعالية اللقاح ضد الفيروسات المستحدثة، ولكن لقاح الإنفلونزا يقي من ثلاثة أو أربعة فيروسات مختلفة، وعادة ما تنتشر فيروسات متعددة خلال أي موسم، حتى إذا تم تقليل فعالية اللقاح ضد فيروس واحد، فإنه يظل فعالاً في الوقاية من مرض الأنفلونزا الذي تسببه الفيروسات المنتشرة الأخرى، لهذه الأسباب ، يواصل مركز السيطرة على الأمراض (CDC) التوصية بتطعيم الإنفلونزا لكل شخص يبلغ عمره ستة أشهر أو أكبر حتى إذا تم تقليل فعالية اللقاح ضد فيروس واحد أو أكثر.
هل يزيد لقاح الإنفلونزا من خطر إصابتك بـفيروس (الكورونا)؟
أظهرت نتائج دراسية كندية أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، لا يزيد من خطر الإصابة بفيروسات كورونا، و أبرزت النتائج الكندية الفوائد الوقائية للتطعيم ضد الإنفلونزا، و وجدوا أن التطعيم ضد الإنفلونزا لا يزيد من خطر الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك فيروسات (كورونا).
الآثار الجانبية للقاح (ماذا تتوقع):
هل يمكن أن يصيبك لقاح الأنفلونزا بمرض الانفلونزا؟
لا يمكن أن يسبب لقاح الإنفلونزا مرض الأنفلونزا، كون الفيروسات المعطاة تكون ضعيفة وتتكيف مع البرودة ، مما يعني أنها مصممة لتسبب العدوى فقط في درجات الحرارة المنخفضة الموجودة داخل الأنف،ولا يمكنها أن تصيب الرئتين أو المناطق الأخرى التي توجد بها درجات حرارة أكثر دفئًا.
ما الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث بعد تلقي لقاح الأنفلونزا؟
على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا لا يمكن أن يصيبك بمرض الأنفلونزا ، إلا أن هناك آثارًا جانبية مختلفة قد ترتبط بالحصول على القاح، هذه الآثار الجانبية خفيفة وقصيرة الأمد، خاصة عند مقارنتها بأعراض الأنفلونزا السيئة، يتم قتل الفيروسات الموجودة في القاح(معطلة)، لذلك لا يمكنك الإصابة بالمرض التطعيم، ولكن بعض الآثار الجانبية الطفيفة التي قد تحدث في اللقاح المستخدم عبر الحقن مثل وجع واحمرار و تورم في مكان الحقن وصداع، وحمى، آلام العضلات، غثيان، إعياء.
ويوجد بعض الأعراض الجانبية للقاح الانفلونزا الذي يكون عبارة عن رذاذ الأنف لا تسبب أعراضاً وخيمة غالباً ما ترتبط بمرض الأنفلونزا عند الأطفال ( سيلان الأنف، صفير في الأنف، صداع الراس، التقيؤ، آلام العضلات، حمى؛ أما لدى البالغين، قد تشمل الآثار الجانبية للقاح بخاخ الأنف، سيلان الأنف، صداع الراس، إلتهاب الحلق، سعال.
في حالة حدوث هذه المشكلات ، فإنها تبدأ بعد التطعيم بفترة وجيزة وعادة ما تكون خفيفة وقصيرة الأجل، هناك فرصة بعيدة جدًا لأن يتسبب اللقاح في حدوث تفاعل تحسسي شديد أو إصابة خطيرة أخرى.