29.49°القدس
29.13°رام الله
28.86°الخليل
27.85°غزة
29.49° القدس
رام الله29.13°
الخليل28.86°
غزة27.85°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: لا يا نبيل عمرو.. لقد انتصرت غزة وانهزمت الغيمة

نقرأ بشائر النصر في وجوه الغزيين شعبا وقيادة ومقاومة، وهي نفس القراءة التي لمسناها في وجوه شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي أنهكها الاستيطان والتهويد وحملات الاعتقال؛ نراهم ومعنوياتهم مرتفعة، وأرجعت لهم المقاومة في غزة الثقة بالنفس وقد أخذ دم الشهداء الطاهر في الضفة يمتزج بدم شهداء غزة الأطهار في العدوان الصهيوني الهمجي الذي استمر ثمانية أيام، حيث عدد الشهداء أكثر من 161 شهيدا من بينهم 20 طفلا و 1222 جريحاً. لقد انتهت الحرب، لكنها انتهت بنصر وفرحة، بكبرياء وعز وشموخ.. مئات الفلسطينيين يحتفلون الآن في الشوارع، رغم الضحايا من الشهداء والجرحى والثكلى والدمار الذي خلفه جيش الاحتلال المهزوم، لكن للوطن ضريبة وللكرامة ضريبة..وللنصر ضريبة.. والله لقد انتصرت غزة وهي اليوم شامخة أبية صامدة على مرأى ومسمع من العالم كله ولله الحمد والفضل . بل هناك من يرى أن حماس أصبحت عملياً (سيد البيت) شعبياً ورسمياً بشكل واسع، وأن هذه الحرب مكنت حماس من مواقع لم تكن لتصل إليها، وهذا أعطاها مجالاً لتلج باباً آخر من أبواب الشرعية، دبلوماسياً، وببساطير مقاتليها في الميدان، وهذا مس تلقائياً بالوتر الحساس عند هذه الأطراف، وهو وتر( التمثيل والشرعية) وهي التي تتمترس حوله بكل قوتها، وتناكف حماس به، وتعتبره حصنها الأخير . لذا حاولت بعض الجهات إنكار نصر حماس وهي رأس حربة المقاومة -كما أسماها شلح- لإسقاط تاج القيادة الميدانية والسياسية عنها، وهنا أقول لا يهمنا رأي هؤلاء المثبطين، فقد اكتفينا باعتراف القادة العسكريين والسياسيين الصهاينة وعلى رأسهم شاؤول موفاز الرجل الثاني في القيادة الصهيونية وهو خبير عسكري من الطراز الأول بقوله: غزة انتصرت في هذه الجولة، و(إسرائيل) الخاسر الأكبر. فقد نجحت حماس في جعل محاربتها باهظة الكلفة جدا من جهة مالية وبشرية ربما أبهظ من تكلفة القبة الحديدية التي وقفت عاجزة أمام صواريخها. إن إنكار النصر الذي تحقق فقط لأنه يتعلق بفصيل معين هم يعتقدونه وهذا ما يستفز مشاعرهم وينكرونه من باب الشعور بالهزيمة الداخلية التي مني بها هؤلاء جراء مراهنتهم على الآلة العسكرية الصهيونية في أنها ستنهي هذا الفريق المقاوم مرة وإلى الأبد، وهذا لم يحدث لأن ظنهم قد خاب في حرب الفرقان السابقة، أو حديث بعض المنافقين بأن القوات الصهيونية بعد كل هذه المجازر التي أحدثتها في قطاع غزة لم تشأ الدخول ، وأنها لو أرادت الدخول لوصلت أي شبر أرادت في غزة. كما قال نبيل عمرو في مقابلة مع فضائية القدس، قال بأن حماس أصبح لديها التزام بوقف إطلاق النار و هي مثل السلطة بالضفة و هي ستمنع أي أحد من إطلاق الصواريخ، وان (إسرائيل) دخلت الحرب و هي تريد إيقاف إطلاق الصواريخ و قد حققت الهدف بهذا الاتفاق. وقد اعترف الكيان أنه هو الذي كان يستنجد بالوساطات الدولية للتهدئة. وقد سبقه ياسر عبد ربه في حرب الفرقان بالقول بأن الشعب الفلسطيني كله هو من انتصر وليس حماس فقط هذا تصريح جيد ، لكن ما يجدر الإشارة إليه هو أن صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية قد ذكرت في عدد سابق لها أن السيد عبد ربه عبر عن استيائه من توقف العملية العسكرية ضد غزة، هذا وكثيرون ممن يضيق المقال بذكرهم جميعهم استفزهم انتصار غزة وأكثرهم حتى لا نعمم لأن التعميم "غلط" على رأي الشيخ القرضاوي كانوا يتمنون أن تُسحق حماس وإلى الأبد ، وحديثهم اليوم عن المصالحة جاء بعد أن طاشت الرصاصة الأخيرة عن أهدافهم وهي العملية العسكرية التي من فضل الله لم تصب رأس حماس بأي أذى . نعم لقد انتصرت غزة بعزة المقاومة وصمودها الأسطوري، الذي عرى هؤلاء، وبين أن خط المقاومة بإمكانه تحقيق الإنجازات، وأن خطهم التفاوضي العبثي، لم يجلب للشعب الفلسطيني أي إنجاز، وبالتالي لم يعد هناك أي مبرر لاستمرارهم في نهج المفاوضات إلى ما لا نهاية، مقارنة بين من يقاتل الاحتلال ويهزمه، ومن يهادنه وينسق معه من قبل العامة والخاصة وهم المنتفعون من الانقسام. كيف لا ولأول مرة في تاريخ الجيش الصهيوني الذي يقول إنه "الجيش الذي لا يقهر" قهر وانسحب مهزوما مدحورا مخذولا وبقرار أحادي الجانب (فهل انتصرت غزة؟ ) وكيف استنفذ الجيش الصهيوني نصف مخزونه الجوي وما نال من صمود غزة شيئا؟ (فهل انتصرت غزة؟!) وكيف أذعن العدو الصهيوني لوقف إطلاق النار دون إيقاف إطلاق الصواريخ الأبية من غزة ؟(فهل انتصرت غزة؟) وكيف فشل العدو في إنهاء حكم حماس في غزة؟ (فهل انتصرت غزة ؟) وكيف فشل العدو في وضع حد لإدخال المعدات العسكرية إلى غزة؟ (فهل انتصرت غزة؟) وكيف استطاعت المقاومة أن تجند الرأي العام العالمي وتعيد للقضية الفلسطينية هيبتها؟! (نعم لقد انتصرت غزة).