18.26°القدس
18.19°رام الله
18°الخليل
24.89°غزة
18.26° القدس
رام الله18.19°
الخليل18°
غزة24.89°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: بن غوريون: لو احتللنا غزة ألف مرة فلن تخضع!

استرجع كاتب إسرائيلي مقولة أول رئيس لدولة الاحتلال بعد إقامتها في عام 1948، ديفيد بن غوريون، الذي قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي في 17/12/1948: "من الممكن أن نستفيد من احتلال غزة، لكنها لن تبقى أبداً في أيدينا، حتى لو احتللناها ألف مرة!". ويقول الكاتب توم سيغيف، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" يراجع فيه تاريخ (إسرائيل) وطموحاتها بإخضاع غزة، بعنوان "غزة بدون غزيين: تاريخ من الوهم الإسرائيلي". ويشير إلى أن بن غوريون كان يرى بأن "ساحل غزة هو الشاطئ الوحيد الذي سيظل للعرب" في حينه، على حد تعبيره، مستدركاً بأن سواحل القطاع لن تكون حرة بأية حال من الأحوال. ويعلق سيغيف على ذلك بقوله: "بدا وكأنه يتوقع المستقبل". ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن الواقع يشير إلى أن (إسرائيل) استثمرت جهداً كبيراً للسيطرة على قطاع غزة منذ البداية، لكن في المقابل لم تحدد ما إذا كانت تريد مواصلة احتلاله، وينطبق على ذلك الموقف مقولة "أريده، لا أريده". بعد ثلاثة أيام مما يسمى "إعلان الاستقلال" شرعت طائرات الاحتلال بقصف مدينة غزة، ومساء 14/10/1948 تم قصف المدينة من جديد، حيث قصفت تسع طائرات ما وزنه خمسة أطنان ونصف من القنابل، ما أدى إلى اشتعال ثلاثة حرائق كبيرة في المدينة. بن غوريون قال في حينه إن الطائرات تمكنت من العودة إلى قواعدها قبل دخول السبت!، بعد أسبوع ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يمكن احتلال غزة –التي كانت تحت الإدارة المصرية- خلال أسبوعين، لكن قرر التوقف والالتزام في حينه بقرار الأمم المتحدة بوقف العدوان. [title](إسرائيل لن تعيش بدون غزة) [/title] كان بن غوريون، حسب سيغيف، يريد تأمين الطريق إلى النقب وإحكام السيطرة عليها، والطريق إليها يمر عبر القطاع، لذلك فإنه كان يقول: "(إسرائيل) لن تعيش دون غزة". ومن هنا، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بالتخطيط للسيطرة عليه، وانطلقت في عملية عسكرية أطلق عليها "عملية يوآف". وفي ظل مطالبة الأمم المتحدة مجدداً بوقف أي عدوان، بن غوريون كان متمسكاً برؤيته وقال في نوفمبر/تشرين ثاني في نفس العام: "غزة مثل الجليل"، حيث أن الاحتلال واجه صعوبات في الاستيلاء على الأخيرة، مشدداً على أهمية المنطقتين بالنسبة إليه. ويرى الكاتب الإسرائيلي بأن بن غوريون كان لديه شغف – معزز بعقيدة توراتية- لاحتلال غزة وضمها إلى دولته، وواصل خطته لتحقيق ذلك، لكن ضغطاً أمريكياً في مطلع عام 1949، حال دون الدخول في معركة لاحتلال القطاع. وبعد فشل مخططاته لتحقيق ذلك عسكرياً، بدأ بالتمهيد لتحركات دبلوماسية للسيطرة على غزة، وإطلاق تصريحات دعائية حول كيفية تعامله مع العرب في غزة، قائلاً: "سنتعامل مع العرب كما اليهود". وظل بن غوريون يواصل مسلكه الدبلوماسي الافتراضي لعام أو أكثر، فيما عارضه عدد من مسئولي حكومته، ومن بينهم وزير الخارجية في حينه موشيه شاريت، فيما رد بن غوريون على تلك المعارضة باستراتيجية جديدة عنوانها تهديد غزة، بقوله: "خطر القطاع لاحقاً سيكون أكبر من قدراتنا". وعاد بن غوريون بعد خمس سنوات بمقترح جديد لاحتلال غزة، لكن حكومته رفضت المقترح، وبعد عام ونصف فيما يسمى بحملة سيناء، وقع احتلال غزة في العدوان الثلاثي عام 1956. تحقق هدف بن غوريون هذه المرة، لكن ذلك لم يدم طويلاً بعد ضغوطات كبيرة للانسحاب منها. كل همه عندما دخل غزة هو التخلص من أهلها، ويقول سيغيف: "بن غوريون لم يكن يريد سكانها"، لكن الضغوط نالت منه واضطر للانسحاب منها. لكن احتلالها ظل راسخاً في باله. وحتى ما قبل نكسة عام 1967، كان وزير الجيش في حينه موشيه ديان متردداً في احتلال القطاع من عدمه، وهو أيضاً لم يرد أهالي غزة أيضاً. ويعود الكاتب الإسرائيلي ليقول إن سنوات مرت منذ عام 1948، وما تزال القصة بين (إسرائيل) وغزة تتواصل، حيث العنف والضغط والإحباط واليأس والاتفاقيات التي فشلت، والفرص الضائعة. ويشير إلى أنه بعد حرب 67، فشلت (إسرائيل) في إنهاء قضية اللاجئين، كما أخفقت في إنهاء ملف غزة وحل قضيتها في اتفاقية "كامب ديفيد" مع مصر عام 1979، كجزء من الاتفاقية، وكذلك كان الفشل حليفاً لها في اتفاقية أوسلو 1993والانسحاب في عام 2005. ويختتم سيغيف مقاله بأن بن غوريون أصر في خوض عملياته لاحتلال غزة بإطلاق أسماء توراتية عبرية ورفض تسميتها بأي اسم في اللغة الإنجليزية. ويقول الكاتب "لو كان بن غوريون حياً بيننا اليوم لقال بكل رضىً إنه كان على حق حين قال بعد فشل حملته لاحتلال غزة أواخر عام 1948 : لو غزبناها ألف مرة، فإنها لن تخضع".