وجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول فرعها في قطاع غزة، جميل مزهر عدة رسائل هامة في الذكرى 53 لانطلاقة الجبهة.
وأكد في أهم هذه الرسائل على أن الجبهة ستواصل النضال بمختلف أشكال المقاومة، وفي المقدمة منها الكفاح المسلح حتى تحقيق الأهداف الوطنية والديمقراطية المنشودة، لافتاً أن الوحدة والمقاومة خيار شعبنا للانتصار على هذا العدو الصهيوني.
وشدد مزهر خلال مقابلة إذاعية، على أن الجبهة الشعبية ستظل عصية على الانكسار وأن "العدو الصهيوني بكل إمكانياته لم ولن ينجح في اقتلاعها، فجذورها عميقة وممتدة وكفاحها متواصل، وستظل شوكة في حلق هذا العدو وأذنابه"، مؤكداً أن الاستهداف المتواصل والملاحقة والاعتقالات بحق قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة لا يمكن أن تنال من عزيمة وإرادة هؤلاء الأبطال المناضلين.
وأضاف مزهر: بأن الجبهة انطلقت في مثل هذا اليوم من قلب معاناة الشعب الفلسطيني ومن رحم حركة القوميين العرب رداً على هزيمة حزيران عام 1967، مشدداً أن هذه المناسبة هي محطة مهمة ورئيسية للتقييم وإعادة بناء كل الأدوات التي من خلالها يمكن مواجهة هذا العدو الصهيوني".
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، بأن الثوابت الفلسطينية بالنسبة للجبهة خطوط حمراء غير خاضعة للمساومة أو المقايضة أو الابتزاز، وأن الجبهة ستواصل نضالها ومقاومتها من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة عبر استمرار التمسك بهذه الثوابت.
ودعا في المقابلة وفي ظل الظروف والتحديات الخطيرة لضرورة المضي قدماً في جهود استعادة الوحدة باعتبارها صمام أمان لشعبنا من أجل مواجهة هذه العقبات، مجدداً التأكيد أن المصالحة خيار استراتيجي بالنسبة للجبهة لمواجهة مخططات العدو من استيطان وتهويد ومحاولة لضرب القيم المعنوية لشعبنا.
كما دعا لضرورة المسارعة بعقد اجتماع عاجل للأمناء العامين والمضي قدماً في الحوار الوطني الشامل باعتباره الطريق الأمثل لبناء الاستراتيجية الوطنية التي تقوم على أساس تحشيد عناصر المواجهة وتوفير مرتكزات وآليات مقاومة العدو وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني من قتل واستيطان وتهويد وحصار وملاحقة واعتقالات، ومن أجل إفشال مخططات التصفية، ومواجهة نهج التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني.
واستدرك قائلاً: " إذا ما توفرت النوايا الصادقة والإرادة الوطنية يمكن مواجهة كل هذه المخاطر والتغلب على هذه الصعاب، ومواجهة العدو الصهيوني، وتمتين الجبهة الداخلية على طريق الانتصار على هذا العدو المجرم".
وأكد مزهر أن من يراهن على أي متغيرات في الموقف الأمريكي بعد فوز بايدن فهو يراهن على السراب، فالإدارات الامريكية المتعاقبة ستبيع الوهم مجدداً، ولا يمكن أن تُقدم للفلسطينيين أي شيء، فهناك استراتيجيات واضحة للإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية وهي الانحياز المطلق للعدو.
كما دعا مزهر لضرورة تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الراهنة وتداعيات جائحة (كورونا) من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز صمود أبناء شعبنا عبر توفير مقومات الحياة الكريمة، وتقديم كل مُمكنات وعوامل الصمود بوقف كافة أشكال التمييز ما بين الشعب الفلسطيني الواحد، وأن يكون هناك مساواة وعدالة في الواجبات والحقوق، وأخذ إجراءات تخفف من معاناتهم وآلامهم خاصة في قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة الفقر والحصار بما فيها توفير الإمكانيات المطلوبة والمستلزمات الطبية والعلاج حتى يستطيع القطاع الصحي الصمود في مواجهة كورونا.
وأبرق مزهر في المقابلة بالتهنئة لجميع الرفيقات والرفاق ولكل أبناء شعبنا في الوطن والشتات وخاصة في المدن والقرى والمخيمات في الضفة وغزة والداخل المحتل عام 1948 وفي مخيمات الشتات في لبنان وسوريا وفي كل أصقاع الأرض بمناسبة انطلاقة الجبهة الشعبية، موجهاً تحية خاصة لأسيراتنا وأسرانا البواسل في قلاع الأسر وفي المقدمة منهم رفيقنا المناضل الكبير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة والرفيقتين المناضلتين خالدة جرار وختام سعافين، ورفاقنا في منظمة الجبهة بالسجون وعلى رأسهم الرفاق وائل الجاغوب وكميل أبو حنيش وعاهد أبو غلمى وجميع الاسرى الابطال.
وختم معاهداً الشهداء القادة العظام المؤسس الدكتور جورج حبش، والشهيد القائد أبو علي مصطفى ووديع حداد وغسان كنفاني وجيفارا غزة وشادية أبو غزالة، وكل الشهداء الذين مروا على هذا الطريق درب العودة والتحرير بأن الجبهة ستواصل طريق المقاومة حتى دحر العدو الصهيوني عن كل شبرٍ من فلسطين.