أصبح واضحا أن الإصابة الأولى بعدوى فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، لا تمنع التعرض للعدوى مرة ثانية، فكيف نحمي أنفسنا من ذلك؟
يصاب المزيد من الناس بكوفيد-19 مرتين، مما يشير إلى أن المناعة تتضاءل بسرعة لدى البعض. وتشير حالات عودة العدوى بكورونا إلى أن المناعة ضد كوفيد-19 قد تكون هشة وتتلاشى بسرعة نسبيا، وفقا لما كتب جوب دي فريزي في موقع الرابطة الأميركية لتقدم العلوم.
ويمكن أن تصبح حالات إعادة العدوى بكورونا أكثر شيوعا خلال الشهرين المقبلين، إذ بدأت حالات الإصابة المبكرة بكورونا في فقدان مناعتها.
وأظهر فريق بقيادة عالمة الفيروسات ليا فان دير هوك في المركز الطبي بجامعة أمستردام مؤخرا، أن إعادة العدوى بالفيروسات التاجية الأربعة التي تسبب نزلات البرد، تحدث بعد 12 شهرا في المتوسط.
وتعتقد فان دير هوك أن كوفيد-19 قد يتبع هذا النمط "أعتقد أنه من الأفضل أن نستعد لموجة من العدوى مرة أخرى خلال الأشهر المقبلة، هذه أخبار سيئة لأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بمناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية".
كيف تحمي نفسك من العدوى الثانية؟
1- ارتد كمامة في الأماكن العامة، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض والوقاية منها.
2- ابق على بعد 6 أقدام (حوالي مترين) على الأقل من الأشخاص الآخرين.
3- اغسل يديك.
4- تجنب الازدحام والأماكن الضيقة.
5- احصل على تطعيم كورونا، وفق التوصيات والإرشادات الطبية في بلدك.
هل العدوى الثانية أخطر؟
قال الدكتور أوميت سافاسكي أخصائي الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة السريرية في مستشفى جولهان للتدريب والبحوث بالعاصمة أنقرة، إن المرضى الذين تعافوا من فيروس كورونا قد يواجهون عدوى أكثر خطورة إذا أصيبوا بالفيروس للمرة الثانية، وذلك في تصريح لوكالة الأناضول.
وشرح الدكتور سافاسكي أن الأطباء واجهوا نحو 4% من الحالات بين المرضى الذين أصيبوا للمرة الثانية بعد 3 أشهر من شفائهم.
وأشار إلى أنه من المتوقع بشدة حدوث إصابة كبرى بالعدوى في رئتي المريض عندما يصاب الشخص بفيروس كورونا للمرة الثانية.
وأضاف "إذا نجح المريض في تخطي كوفيد-19 بسهولة شديدة في المرة الأولى، فقد يكون خفيفا في المرة الثانية أيضا. إذا تم إدخال المريض إلى المستشفى في المرة الأولى، فقد يحتاج إلى عناية مركزة في المرة الثانية، خاصة كبار السن".
وقال سافاسكي إن فيروس كورونا قد يتسبّب في تلف الرئتين والكلى، مشيرًا إلى أن مقياس مخاطر كوفيد-19 والفئة العمرية المعرضة للخطر تغيرت مؤخرا.
وأضاف "في السابق، كان الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاما وأكثر في خطر، ولكن الآن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 100 عام معرضون للخطر".
وقال الطبيب إن العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما معرضون للخطر أيضا، خاصة إذا كان الشباب لا يعتنون بنومهم وتغذيتهم، وإذا كان لديهم ظروف عمل مكثفة، فقد يأتون إلى العيادات في حالة أكثر خطورة من كبار السن بسبب نظام المناعة المتراجع لديهم (suppressed immune system).
كما أكد أن الجهاز المناعي للأشخاص المصابين بالسمنة وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب وكذلك مرضى الانسداد الرئوي المزمن والذين يتعاطون أدوية تثبيط المناعة، غير قادر على إزالة الفيروس من الجسم.
حماية مناعية
ولدى الأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19 بشكل خفيف، قد تتضاءل الحماية المناعية التي يمكن أن تمنع حدوث عدوى ثانية في غضون بضعة أشهر.
وقد يكون التنوع في الاستجابة المناعية من العدوى الطبيعية بسبب الاختلافات في كمية الفيروس التي تعرض لها الشخص، وفقا لما كتبت أبورفا ماندافيلي في صحيفة نيويورك تايمز (New York Times).
والأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الذين يعانون من أمراض مثل مرض السكري، معرضون بشكل خاص للحالات الشديدة من كوفيد-19 في المتوسط، ويبدو أن الفيروس أقل خطورة بالنسبة للشباب، وتميل النساء إلى التحسن بشكل أفضل من الرجال.
ولكن بعيدا عن تلك التعميمات العامة، لا يعرف الأطباء سبب إصابة بعض الأشخاص بالمرض الشديد والوفاة، في حين لا تظهر أعراض على البعض الآخر.