باعت الولايات المتحدة مقر إقامة السفير الأميركي في "إسرائيل" بأكثر من 67 مليون دولار في شهر تموز الماضي، وفقاً لسجل إسرائيلي رسمي لعملية البيع، ما يلقي ضوءاً جديداً على صفقة كانت محاطة بالسرية، بحسب ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست".
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أكدت أن عملية البيع تمت بالفعل في شهر أيلول الماضي، لكنها رفضت تحديد المشتري أو الكشف عن سعر بيع المجمع المترامي الأطراف على شاطئ البحر في ضاحية هرتسليا الراقية في تل أبيب. وقالت الوزارة، اليوم الثلاثاء، إن الصفقة كانت "مفتوحة وشفافة".
بدورها، كشفت صحيفة الأعمال الإسرائيلية غلوبس أن المشتري هو قطب كازينو القمار الملياردير الأميركي شيلدون أديلسون، وهو من أقوى مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومعروف عنه أنه مول حملات الرجلين الانتخابية منذ عام 2016 بعشرات الملايين من الدولارات. وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" قال ممثل لآديلسونإن الملياردير إنه ليس لديه تعليق.
وبسعر 67 مليون دولار يصبح البيت الذي شراه آديلسون أغلى مسكن منفرد يباع في إسرائيل. وذكرت أسوشيتيد برس أن مساعدين في الكونغرس أخبروا الوكالة في شهر أيلول الماضي إن المشرعين في مجلسي النواب والشيوخ يبحثون ما إذا كان بيع السكن يتوافق مع اللوائح.
وبحسب الخبراء، فقد ساعدت الصفقة في ترسيخ قرار ترامب المثير للجدل بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة عليها في عام 2018 والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017، كون أنه من خلال بيع البيت والسفارة سيكون من الصعب على الرؤساء الأميركيين المستقبليين التراجع عن قرار نقل السفارة.
يذكر أن الرئيس المنتخب جو بايدن انتقد قرار نقل السفارة إلى القدس لكنه قال إنه لن يتراجع عنه.
وقال مصدر مطلع على تطور فكرة البيع والشراء للقدس اشترط عدم ذكر اسمه "هذه هي أفكار (سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل) ديفيد فريدمان، الذي نسق الصفقة وأبرمها واتفق على هذا السعر الخيالي مع شيلدون آديلسون قبل أن يطلع وزارة الخارجية عليها".
وبحسب المصدر، فإن "الأرجح هو أن الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر يعتبران هذه الصفقة العقارية صفقة مربحة جدا لخزينة الولايات المتحدة، علما بأن آديلسون سيجد طريقة ما لخصم هذا المبلغ من الضرائب".
يذكر أن آديلسون يقيم في بيت في مدينة القمار الأولى في العالم مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا، مثمنٌ سعره بمبلغ 5.5 (خمسة ونصف) مليون دولار.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967 وضمتها لاحقًا في خطوة غير معترف بها دوليًا، حيث يصر الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.
وتحتفظ جميع الدول تقريبًا بسفاراتها في تل أبيب بسبب الخلاف على القدس الشرقية.
وتظهر السجلات التي نشرتها مصلحة الضرائب الإسرائيلية يوم الاثنين بحسب "واشنطن بوست" أن بيع المسكن الرسمي قد انتهى في 31 تموز ، قبل عدة أسابيع من اعتراف وزارة الخارجية بذلك. وذكرت مصلحة الضرائب الإسرائيلية أن سعر البيع هو 230353536 شيكل إسرائيلي، أو ما يعادل 67،592،000 دولار وفقًا لسعر الصرف الرسمي لذلك اليوم.
وتقول الصحيفة "في إسرائيل، غالبًا ما يتطابق سعر البيع المُدرج من قبل مصلحة الضرائب مع سعر البيع الفعلي، ولكن في حالات استثنائية - على سبيل المثال ، عندما يتم منح عقار لشخص ما - قد يختلف الاثنان".
في 31 آب، بعد شهر من البيع ، قالت السفارة الأميركية في بيان "إنه من المنطقي" بيع المجمع وقالت إنها تتوقع "المضي قدما في البيع في الأشهر المقبلة".
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن عملية البيع كانت "مفتوحة وشفافة وتضمنت تقييمات مهنية ونصائح لتعظيم القيمة".
وأضافت: "تم اختيار المشتري فقط على أساس تقديمه أعلى عرض" ، دون تحديد عدد العطاءات المقدمة أو تحديد أي من المشترين المحتملين.
وقالت وزارة الخارجية في وقت سابق إنها ستواصل تأجير العقار حتى ربيع 2021 دون تحديد المبلغ الذي ستدفعه كإيجار. لكنها قالت يوم الثلاثاء "لا يوجد بند لإعادة الإيجار مع دفع الإيجار". وقالت إن الإغلاق سيتم في الأشهر المقبلة ، بعد الانتهاء من "المهام الإدارية والإجرائية".