عبر كثيرون ممن اتهموا كتائب عز الدين القسام والحكومة في غزة بالتراخي في مواجهة الاحتلال والركون إلى التهدئة عن أسفهم أو الخطأ في تقديراتهم بعد النصر الذي حققته المقاومة في معركة حجارة السجيل ضد العدو الإسرائيلي.هؤلاء اكتشفوا متأخرين بأن فترة التهدئة استغلت في الإعداد والاستعداد للجولات القادمة. الاعتراف بالخطأ فضيلة إذا لم يتكرر وكان دافعا للتعمق في تفسير الظواهر بشكل صحيح في المستقبل. كثيرون أيضا أشادوا بالانتصار الذي تحقق في قطاع غزة، واعتبروه انتصارا للشعب الفلسطيني ولجميع الفصائل المقاومة ونحن مع هذا الرأي إلا أننا نختلف مع أولئك الذين يريدون المساواة في حجم وقوة المشاركة بين جميع الفصائل المقاومة سواء شاركت او لم تشارك. الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل أشاد بكتائب عز الدين القسام واعتبرها رأس الحربة وقائدة المعركة رغم المشاركة العظيمة للجهاد الإسلامي وإبداعها في معركة حجارة السجيل، فالدكتور رمضان شلح يدرك بأن حكومة غزة وكتائب القسام هما اللتان وفرتا البيئة المناسبة للفصائل الفلسطينية دون استثناء للتسلح والاستعداد لمواجهة المحتل الإسرائيلي، وكان من الواجب أن لا يتم إغفال تلك الحقيقة والجزئية الهامة من قبل المراقبين والمحللين وأصحاب الرأي الذين لم يتمكنوا رغم الانتصار المشرف من تحرير أنفسهم من الحسابات الحزبية البحتة. قلة قليلة ما زالت تنكر انتصار المقاومة، وهؤلاء هم الصم البكم العمي ، ولا يجيد التواصل معهم سوى الهادرين لوقتهم وطاقتهم فيما لا ينفعهم ولا ينفع الناس، وهناك الحاقدون الذين يحاولون تشويه النصر بالإيحاء حينا وبالتصريح احيانا بأن المقاومة في قطاع غزة ستستغل النصر في التفرد بالسيطرة على قطاع غزة وإنشاء إمارة معزولة عن فلسطين ولكن الخطوات التي اتخذتها حكومة غزة وحركة حماس تجاه المصالحة الداخلية والرئاسة الفلسطينية وكذلك ما سيأتي في قادم الأيام كفيل بتبديد أوهامهم وتكذيب إشاعاتهم . في الأيام الماضية انتهكت دولة الاحتلال إسرائيل شروط التهدئة فأطلقت النار على السكان وطاردت الصيادين وربما اعتقلت بعضهم ، وقد ردت الحكومة بتقديم شكوى لمصر ضامنة الاتفاق وربما تتقدم الى جهات اخرى ذات صلة، وهنا نتمنى عدم التسرع في إطلاق الأحكام الموجبة للاعتذارات اللاحقة، كما نتمنى على الفصائل المقاومة التحلي بضبط النفس حتى حين،لأن دولة الاحتلال تسعى إلى استفزاز الفصائل ولو بالردود البسيطة حتى تتهرب من التزامات التهدئة وخاصة تلك المتعلقة بفتح المعابر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.